الجمعة, نوفمبر 22, 2024
الرئيسيةأخبار لبنان اليومعاصفة التعاميم المتتالية لن تحُلّ الأزمة

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

عاصفة التعاميم المتتالية لن تحُلّ الأزمة

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الى قناتنا على التلغرام

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

إنّ صدور التعميم 151، في العام 2020 كان أساساً لسوء الحظ، تعميم الـ HairCut المبطّن، ولا سيما حيال ودائع اللبنانيين بالدولار، الموجودة في المصارف التجارية. وكان يقضي بتحويل جزء من الودائع بالدولار من 1500 ليرة إلى 3900 ليرة، حينها كان سعر السوق السوداء نحو 5 آلاف ليرة للدولار، فكانت الخسائر المباشرة للمودعين تُراوح بين 30% و40%.من ثم تابع التدهور النقدي والمالي، ودفع السوق السوداء حتى وصل إلى قمم مخيفة، حين كان التعميم 151 ثابتاً. فالـ HairCut المبطن وصل إلى 85%، إذ إنّ تطبيق الـ 151 كان يعطي مردوداً بخساً بنحو 15% من القيمة الأساسية.

ستؤدي إعادة النظر اليوم بالتعميم 151 وإرتفاع سعر صرفه من 3900 ليرة إلى 8 آلاف، الى رفع القيمة الشرائية لدى بعض المودعين بالدولار الأميركي، قليلاً ولفترة قصيرة، لأنّ سيولة هؤلاء سترتفع بما يقارب الـ100%، قبل أن تتبخر هذه الزيادة بتضخم مفرط. أما الذين يملكون ودائع بالليرة أو يتقاضون رواتب بالليرة اللبنانية أيضاً، ولا سيما موظفي القطاع العام اللبناني، فستتدهور بعد أكثر القيمة الشرائية لديهم ونسبة العيش، لأنّهم سيواجهون تضخماً حاداً وإرتفاعاً بالأسعار.

إنّ زيادة سعر الصرف، تعني زيادة طباعة الليرة اللبنانية وضخها في السوق المحلية، وتعني زيادة الكتلة النقدية والسيولة في السوق. حتى لو إزداد التبادل التجاري في وقت قصير فسيلحق بنا التضخم، وترتفع أسعار السلع الأساسية وتالياً إرتفاع الكلفة المعيشية، فتتبخر هذه الزيادة الوهمية وتنحدر بعد أكثر العملة الوطنية.

من جهة أخرى، إنّ زيادة الكتلة النقدية ستزيد الطلب على العملات الصعبة، وستؤدي إلى مزيد من إرتفاع سعر الصرف في السوق السوداء، مما سيُكرّس ويُحصّن مكانه الوجودي المشبوه.

لمواجهة أكبر أزمة إقتصادية ومالية ونقدية في العالم، من سابع المستحيلات الصمود في وجهها، من خلال صدور قرارات وتعاميم عشوائية من دون خطة وإستراتيجية واضحة على المدى القصير والمتوسط والبعيد. فأي قرار منفصل ومستقل، حتى لو كان إيجابياً سيكون مردوده سلبياً في غياب الإصلاحات الإقتصادية وإتخاذه بالتزامن مع تدابير مالية ونقدية، وإقتصادية عدة.

إنّ الإصلاح الأول والأهم والذي يجب إتخاذه هو توحيد سعر الصرف في منصة رسمية واحدة، تحت المراقبة الرسمية الدقيقة، عوضاً عن سبع أسواق سوداء تتلاعب بأسعار الصرف لا نعرف مَن وراءها، سياسياً، داخلياً، وحتى إقليمياً.

ليس سراً، أنّ سعر الصرف في السوق السوداء وسيلة ضغط سياسي لتسوية حسابات ضيّقة، وإفتعال الفوضى في أي وقت، ولأسباب مشبوهة.

في الخلاصة، إنّ الهدف الأول يجب أن يكون تخفيف سياسة محتكري السوق السوداء والإرتكاز على سوق موحّد ومنظّم ومُراقب، فالقرارات الشعبوية والعشوائية، والمنفصلة والمستقلة لن تكون حلاً من دون خطة مالية – نقدية متكاملة ومتماسكة ومركّزة على جذب وضخ العملات الصعبة في السوق المحلية، وليس طبع وضخ سيولة بالعملة الوطنية لتدميرها بعد أكثر، بزيادة التضخم وطعن الشعب مرة أخرى.

 

Ads Here




مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة