غيّب الموت الجمعة، ثالث أثرياء العرب، الملياردير الإماراتي ماجد الفطيم صاحب مقولة، “حلمي تحقيق أسعد اللحظات لكل الناس، كل يوم”، وأول مَن غير مفاهيم عالم الفندقة بتقديمه أجنحة مستوحاة من أفلام سينمائية شهيرة من “هوليوود” و”بوليوود”.
الفطيم الذي لم يغيّر بمشاريعه مفاهيم الفندقة وحسب، كان قبل نحو ستة عقود قد غيّر بوصلة تجارة والده وعمه من تجارة “الأخشاب والأقمشة واللؤلؤ” إلى عالم المركبات والصناعات والسيارات.
وصفه نائب رئيس دولة الإمارات، وحاكم إمارة دبي، بأنه،”أحد أهم تجار دبي وكبار رجالاتها، وصاحب عطاء للوطن وخير لا ينقطع”.
وكتب عنه حاكم إمارة دبي في تغريدته الرثائية، “رحم الله أخانا ماجد الفطيم، رجل الأعمال المبدع، وأحد أهم تجار دبي وكبار رجالاتها، وصاحب عطاء للوطن وخير لا ينقطع، آخر قراراته كان توظيف 3000 مواطن، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان .. آمين”.
كما نعى الراحل الذي لا تزال أسباب وفاته غامضة، والذي كان قليل الظهور عبر وسائل الإعلام، أواسط كثيرة في الخليج والوطن العربي بعد أن شاع نبأ وفاته على نحو مفاجئ بعد تواريه عن الظهور أواخر عقده الثامن.
وبعد أقل من عام على تصنيف مجلة “فوربس” الأميركية له بأنه “ثالث أكثر العرب ثراء”، عادت نفس المجلة اليوم لتكتب نعياً لوفاته، وهي التي وضعته في مطلع هذا العام في المرتبة الثالثة بين أغنى رجال الأعمال العرب بثروة عائلية تقدر بـ 3.6 مليار دولار، وهي الثروة التي قدرت لحظة وفاته اليوم بـ4.2 مليار دولار. وكتبت المجلة الأشهر عالمياً، “تمتّع الفطيم بروح نشطة بعيدة النظر، وقدرة على تحمل المسؤولية وحسن التصرف، وعاصر نهضة الإمارات العربية المتحدة”.
يُعد رجل الأعمال الإماراتي البارز المولود في ثلاثينيات القرن الماضي، مؤسس مجموعة ماجد الفطيم العملاقة للبيع بالتجزئة والترفيه، بعد أن أسس نواة شركاته شركة ماجد الفطيم عام 1992، وهي المجموعة التي تقوم اليوم بتطوير مراكز التسوق في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
من تجارة الخشب إلى عالم السيارات
في خمسينيات القرن الماضي، كان والده وعمه يعملان في تجارة الأخشاب وحياكة الملبوسات واللؤلؤ والأقمشة، لكنه بعد خبرة اكتسبها في عالم المصارف والقطاع المصرفي بعمله في بنك عمان، استطاع إقناعهما لشد الرحال نحو “طوكيو” موطن “تويوتا” الرائدة في صناعة السيارات، حينها بدأت الأسرة الثرية بصناعة ثرائها بعد استيراد 50 سيارة “تويوتا”، وهي التي بيعت في الخليج بعد وقت قصير من جلبها وبأرباح مغرية، وكانت تلك أولى الخطوات التي استطاعت بعد ذلك الأسرة أن تصبح الوكيل الحصري لماركة “تويوتا” في الإمارات.
النقلة النوعية في حياة الفطيم المهنية كانت عام 1992، عندما أسس مجموعة “ماجد الفطيم القابضة”، وهي التي تخصصت في تطوير وإدارة مراكز التسوق مثل “كارفور” في الشرق الأوسط وأفريقيا ووسط آسيا، والمدن المتكاملة ومنشآت التجزئة والترفيه على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
توسعت مجموعة الفطيم حول العالم بعد انطلاقتها من موطنه (الإمارات) إلى 15 دولة، ويعمل فيها حالياً أكثر من 40 ألف موظف، كما تدير “المجموعة القابضة” أكثر من 21 مركز تسوق، و12 فندقاً وتتولى إدارة أكثر من 210 متاجر في 15 دولة، إضافة إلى 3 مشاريع مدن متكاملة، وعديد من المشاريع قيد الإنشاء، و242 شاشة سينما في صالات VOX Cinema، وتملك أيضاً حق إدارة 28 مركز Magic Planet عائلي في المنطقة، وعديد من المنشآت الترفيهية المبتكرة مثل منتجع التزلج الداخلي الأول في المنطقة Ski Dubai، ومركز الطيران الداخلي iFly Dubai.
كما تتوسّع مجموعة ماجد الفطيم اليوم لبناء مركز تجاري جديد في السعودية بحجم استثمارات يفوق 4 مليارات دولار، كأحد من أكبر استثمارات القطاع الخاص داخل السعودية.
فنادق مستوحاة من أفلام شهيرة
تدير المجموعة الشراكة مع 12 فندقاً عالمياً أشهرها “كمبينسكي مول الإمارات” في دبي كما يعد فندق “ألوفت خور” أول فندق في العالم يضم أجنحة ذات موضوعات محددة مستوحاة من عالمَي “بوليوود” و”هوليوود”. وهو كما يشير موقع المجموعة، يركزعلى الموسيقى الحديثة والتكنولوجيا والترفيه.
أسعد اللحظات
باستعراضنا لموقع مجموعته الذي كتب فيه الفطيم قبل رحيله عن نفسه، “بأنه وعلى مدى أكثر من عقدين استطاع تقديم أسعد اللحظات للناس بدءاً من مول “سيتي سنتر” ديرة عام 1995″، وهو المول الذي غير وجه تجارة التجزئة والترفيه عبر منطقة الشرق الأوسط، وأعاد تعريف كيفية استمتاع الناس بالأماكن والمساحات”، بحسب قوله.
ومن أشهر المقولات التي يبرزها موقع مجموعته للفطيم هو قوله، “حلمي تحقيق أسعد اللحظات لكل الناس، كل يوم”.
وكتب موقع “ماجد الفطيم” عن الراحل أنه، “منذ عام 1995، يغير مؤسس مجموعتنا، ماجد الفطيم، طريقة تسوق الناس وتناولهم لطعامهم ولعبهم وسفرهم، كما غير أماكن عيشهم والخدمات التي يتلقونها التي تُسهل حياتهم”.