لإنّه بالإيمان نحيا، وبالفن نحيا، كتجسيد لصورة لبنان التي لن تكون يوماً الاً جامعة على الرغم من الحقد والتعصب، وكل الايادي السوداء التي تحاول نسف هذه الرؤية عن لبنان وتشويه حقائق ترتكز على أنّ ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، فواحدة من تلك الصور الجميلة التي تبعث إيجابية في زمن الصعوبات التي نعيش، تتمثل بـ”كورال الفيحاء” ومجموعة النشاطات الميلادية في كل المناطق، وأبرزها أمسية يقدّمها الكورال لأول مرة من خلال فرقة “كورال نغم” وهي مجموعة من شباب منطقتي باب التبانة وجبل محسن، وسينشدون الميلاد ضمن المهرجان الميلادي في الميناء – طرابلس في 17 من الجاري.
هو لقاء بين شباب وشابات من منطقتي باب التبانة وجبل محسن على الفن وصورة لبنان الحقيقي، هكذا تصف مديرة “كورال الفيحاء” رولا أبو بكر، نشاط “كورال نغم” الذي يجمع شبابا من منطقتين تمثلان نموذجاً عن بقية المناطق اللبنانية، معلنة أنّ الفرقة ستنشد وللمرة الأولى الميلاد، ضمن المهرجان الميلادي لهذا العام في منطقة الميناء بساحة يعقوب اللبان، في السابع عشر من الشهر الجاري.
تتحدث أبو بكر لـ”لبنان 24″ مشيرة الى أنّ “كورال نغم” بدأ نشاطه قبل سنتين بتمويل من الاتحاد الأوروبي وتعاون الماني، وتنفيذ “كورال الفيحاء”، ووصل الى مستوى جيد جدا من الأداء، بعدما تم استقطاب شباب من التبانة وجبل محسن من خلال الجمعيات في المنطقة. وبدأ الكورال بالحفلات في الشمال ولاحقاً توسع نشاطه بشكل تم تبنيه من قبل قائد الفرقة الموسيقية في “كورال الفيحاء” المايسترو باركيف تسلاكيان الذي أخذ على عاتقه استمرار العمل مع هؤلاء الشبان.
وتشير أبو بكر الى أنّ الفرقة موحدة بصورة تبرز وجه لبنان الحقيقي بدون تشويه، “اجتمع هؤلاء الشباب على الفن وليس هناك ما يفرقهم”.
الفن في خدمة المجتمع
بدوره تحدث المايسترو باركيف تسلاكيان لـ”لبنان 24″ عن دور الفن في خدمة المجتمع، معتبراً أنّ “الفن هو السلاح الوحيد الذي يجمع اللبنانيين بين بعضهم. يكفي أنّ نجتمع على ما يوحدنا، كما الكورال، فالمستمع لن يتعرف الى صوت أحد الأعضاء في حال أخطأ في الأداء، بل سيتهم الفرقة أجمع بالفشل، لذلك يسعى كل شاب وشابة من أعضاء الفرقة لإنجاح العمل الجماعي، ولأن يكونوا سوياً بشكل أنّ ضعف أحدهم يتحول الى قوة بالاتحاد لتقديم الأفضل دوما”.
ويتابع: “على الرغم من كل المشاكل التاريخية بين باب التبانة وجبل محسن، الا ان هؤلاء الشبان تركوا كل الخلافات جانباً وقدموا أفضل ما لديهم، ولا يتجرأ أحدا اليوم على إيقاع الخلاف بينهم. قلوب الناس طيبة ولكن السياسة تفرّق أحياناً. وكما صورة كورال نغم، كذلك بالنسبة الى الفيحاء، حيث ننتمي الى جميع الطوائف والميول والانتماءات، ولكن لا يستطيع أحد أن يفرقنا، حيث نلتقي على الأمور المشتركة، ونعرف كيف نخدم الوطن ونسعى للتغيير، فبناء الوطن يجب أن يبدأ أولاً ببناء المواطن الصالح”.
وكما وضع البلد وسائر القطاعات، يمر ايضاً كورال الفيحاء بتحديات اقتصادية كبيرة، ولكن القرار بالاستمرارية رغم كل الصعوبات هو الأساس، كما تؤكد رولا أبو بكر، وتقول: “لا نفرض أموالا ًمقابل اجراء الحفلات وانما نقول للجميع نحن نتكل عليكم وعلى ثقتكم، واذا كان باستطاعتكم دعم الكورال فنحن كلنا امتنان”.
وتؤكد أبو بكر استقطاب الكورال لاعضاء جدد من الشباب والشابات، وفتح المجال للانضمام الى الكورال، “سنغني جميعاً ونتدرب لـ3 أيام في الأسبوع، والاشتراك مجاناً”.
نشاطات ميلادية
وكذلك يشير المايسترو تسلاكيان الى أنّ الانضمام الى الكورال لا يحتاج الى أصوات جميلة، بل أداء جيد، “هي دعوة للجميع ونتمنى المشاركة”. ويتابع: “لن نتحدث بلغة الاحلام بل بلغة الواقع، في كل الحالات لا نزال نشعر بالأمان في بلدنا والكرامة الإنسانية، ومستمرون في العطاء”.
نستحق فعلياً هذه الصورة عن لبنان، نستحق الفرح وعيش الميلاد بأجواء من الايمان والبهجة والأمل بغد أفضل. وسيشارك الكورال بمجموعة من النشاطات الميلادية في مناطق مختلفة، كما هو وراد في الصور المرفقة.
lebanon24
