يبدو ان اللبنانيين سيستقبلون العام الجديد بسعر صرف للدولار تجاوز الـ 30 الف ليرة لبنانية، وربما اكثر… هذا الرقم الذي التهم الرواتب وجعلها تفقد قدرتها الشرائية، لم يحرك احدا، لا مسؤولين ولا غيرهم! وكأن هناك استسلاما تاما… وحتى النقابات العمالية وفي مقدمها الاتحاد العمالي العام الذي يفترض به ان يدافع عن الحياة الكريمة او اقلة لقمة الخبز، بدوره غائب، لا تحركات، لا اضرابات، لا مظاهرات!
يرفض رئيس الاتحاد بشارة الاسمر، توجيه الاتهامات اليه، ويرد بالسؤال: اين المسؤولون؟ اين الكتل السياسية؟ اين الاحزاب؟ اين منظمات المجتمع المدني؟ اي الثورة التي قامت رفضا لفرض ستة دولارات على الواتسآب؟… واين واين واين؟
ويذكر عبر وكالة “أخبار اليوم” ان الاتحاد العمالي العام كان قد دعا لعدة اضرابات تعبر عن نبض الشارع، كان يفترض ان يكون التجاوب واسعا معها.
ويتحدث الاسمر عن وجود انقسام عمودي وافقي في المجتمع اللبناني، مستغربا كيف نرى ان هناك تقبلا لهذا الواقع… لذلك يبقى صوت الاتحاد الوحيد المرتفع، اننا نرفع الصوت بشكل مستمر في ظل غياب تام لحث المسؤولية عند كافة المسؤولين، في حين يجب ان تكون الحكومة خلية نحل اجتماعاتها مفتوحة ولا تتوقف ٢٤/٢٤، لكن في الواقع لا حكومة ولا معالجات.
ويسأل: من يراقب المنصات السوداء التي تتحكم بالدولار… وكيف يمكن لسعر الدولار ان يرتفع ١٥ الف ليرة خلال ١٥ يوما، جازما: الغرف السوداء باتت تتحكم بمعيشة الناس، مستغربا كيف الاجهزة الامنية لا تضبط المخالفات… والقضاء لا يلاحق المخالفين؟
ويتابع سائلا: ماذا يفعل الاتحاد العمالي العام في ظل هذه الكارثة الاقتصادية، مشددا على اننا بحاجة الى تضافر كل جهود المجتمع اللبناني بدءا من المسؤولين، مشيرا الى انه بالامس قام بزيارة الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للمطالبة بتسريع المراسيم التي تعنى بمبالغ محدودة لدعم القطاعين العام والخاص.
وسئل: لماذا لا يغير الاتحاد اسلوبه، وهل لدى منضوين تحت لوائه ارتباطات سياسية؟ يجيب الاسمر: انا ارفض قطع الطرقات على الناس، والاتحاد العمالي ليس مرتبطا مع اي حالة سياسية. التحركات التي قام بها لم تكن مدعومة من احد والدليل انها بقيت محدودة…
واين العمال لا يقطعون بانفسهم الطرقات بعدما لم يعد لديهم القدرة على شراء الرغيف، يقول الاسمر: انا ايضا اسأل هذا السؤال، معتبرا ان الانهيار الاقتصادي ينعكس على الشعب، فلم يعد لديه القدرة لدفع كلفة النقل من اجل المشاركة في التحركات الاحتجاجية.
ويختم: يجب ان نحفز هذا الشعب على التحرك.