تحاول روسيا الترويج لأسلحتها، وخصوصا الطائرات المقاتلة، بين حلفاء الولايات المتحدة، الذين تأمل أن يكون عدد منهم بين زبائن طائرتها الأحدث “Checkmate” التي يقول صانعوها إنها “لا يمكن أن تقارن سوى بطائرة F-35 الأميركية”، على حد قولهم.
لكن لا تستطيع روسيا البرهنة على ذلك، خاصة أنه يصعب مقارنة أي طائرة حربية بإمكانيات مقاتلة F-35 التي تعد الأكثر تطورا، والأكثر كلفة، في تاريخ الطائرات الحربية المقاتلة حول العالم.
واللافت أن من يقود مهمة الترويج للسلاح الروسي، هو، سيرغي تشيميزوف، الصديق المقرب من الرئيس، فلاديمير بوتين. وتشيميزوف شخصية تحوم حولها الشبهات وعلامات الاستفهام في قضايا فساد، وصفقات مشبوهة وتهرب ضريبي، حيث كان اسمه ضمن قائمة شخصيات متورطة في عمليات تهرب ضريبي ومخالفات كشفها تحقيق وثائق باندورا.
ad
البنتاغون: الصين تطور أسلحة فرط صوتية بوتيرة أسرع من الولايات المتحدة وروسيا
روسيا تدعو الولايات المتحدة للتخلص من ترسانتها الكيميائية
وتشيميزوف كان زميل بوتين خلال عمله مع المخابرات الروسية KGB في ألمانيا الشرقية، بحسب تقرير لشبكة NBC الإخبارية الأميركية.
من هو تشيميزوف
دخل تشيميزوف الكي جي بي في أواخر السبعينيات، ومل في مهمة علمية وتقنية في ألمانيا، وخلال الثمانينات، كان يعيش في نفس المبنى السكني في دريسدن، ألمانيا الشرقية، مع بوتين، وكانت هذه الفترة التي أصبح الرجلان بها مقربين.
وعندما تسربت أوراق بنما في عام 2016، تم الكشف عن أن ابن تشيميزوف، ستانيسلاف، كان يملك شركة خارجية مستفيدة من عقد تجهيز خدمات لشركة روستيك، التي يمتلكها والده،بقيمة 550 مليون دولار، بحسب تقرير نشره موقع “راديو أوروبا الحرة” في تشرين الثاني الماضي.
وفي عام 2019، نشر مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد، معلومات بأن أقارب تشيميزوف وشركائه المقربين من روستيك يمتلكون فيلات فاخرة بقيمة عشرات الملايين من اليورو في إسبانيا.
وفي العام نفسه، قال السياسي المعارض والناشط في مجال مكافحة الفساد، أليكسي نافالني، إن زوجة تشيميزوف هي المالكة المسجلة لشقة مساحتها 1400 متر مربع من طابقين في فندق موسكوفا، المقابل للكرملين تقدر قيمتها ب 5 مليارات روبل (69 مليون دولار).
وردا على نافالني، قال تشيميزوف لقناة آر بي سي الإخبارية الروسية: “أنا لا أراكم الثروة. أنا لا أحشو المال في الزوايا ليس لدي يخوت أو طائرات”.
ad
ويرأس تشيميزوف شركة روستيك المملوكة للدولة، وهي شركة دفاع وتكنولوجيا مترامية الأطراف تضم أكثر من 700 شركة تسيطر عليها 14 شركة قابضة، بحسب راديو أوربا الحرة، وقد استهدفت العقوبات الغربية التكتل، ورئيسه شخصيا، في أعقاب استيلاء موسكو على منطقة القرم الأوكرانية في عام 2014 وإذكاء الصراع العسكري في أجزاء من شرق أوكرانيا.
صعوبة المقارنة وعقبات البيع
وعرض موديل للطائرة الروسية في المعرض الجوي الدولي 2021 MAKS المقام في دبي، حيث كان تشيميزوف حاضرا.
ولا يمكن إجراء مقارنة بين طائرة F-35 التي تبلغ كلفتها حوالي 80 مليون دولار، وبين الطائرة الروسية التي ستكلف 30 مليون دولار.
ومع هذا، يحتمل أن تضاف تكاليف أخرى للطائرة الروسية تشمل التأخير وتجاوز الميزانيات، حيث إنها من غير المقرر أن تبدأ الدخول فيا اللتجارب حتى عام 2023.
ولم يبد الجيش الروسي “اهتماما ذي مغزى” بالطائرة، التي اشترى عددا من نسختها الأكبر “سو-57″، وهذا يعني أن الشركة بحاجة إلى مشترين أجانب.
ونقلت الشبكة عن، روب لي، المحلل وطالب الدكتوراه المتخصص في الصناعة العسكرية والدفاعية الروسية في كينغز كوليدج في لندن قوله إن الروس “بحاجة إلى كفيل خارجي”. وقال أن “إحدى القضايا بالنسبة للكثير من أنظمة الأسلحة الجديدة التى تطورها روسيا هي أنها تحتاج إلى إيجاد كفيل أجنبي يستطيع دفع تكاليف البحث والتطوير ومن ثم يقوم الجيش الروسي بالحصول على التقنيات”.
ومنذ اللحظة التي تم الكشف عنها في يوليو، تم عرض Checkmate للتصدير إلى تركيا والهند والمملكة العربية السعودية ودول أخرى إما تم استبعادها من برنامج F-35 الأمريكي أو أنها لا تريد إنفاق هذا القدر من المال على طائرة نفاثة.
وفي السنوات الأخيرة، باعت روسيا أسلحة لمصر – التي كانت تقليديا زبونا للولايات المتحدة – وهي تستهدف عملاء في الشرق الأوسط يشترون معدات أميركية بمليارات الدولارات، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ولكن ليس من الواضح أن موسكو يمكن أن تغري الإمارات العربية المتحدة لشراء Checkmate.
وقالت ميرا ريسنك، المسؤولة الأولى عن مبيعات الأسلحة في إدارة بايدن، للصحفيين في المعرض الجوي إن دول الخليج لا تتطلع للشراء من روسيا.
وقالت ريسنك لوكالة أسوشيتد برس إن “الطائرة أف-35 موجودة بالفعل في هذه المنطقة” مضيفة “نريد أن تتمكن الإمارات العربية المتحدة من تشغيل طائرة إف-35 بطريقة يمكن أن تكون شريكة أمنية لنا وتمكنها من ردع التهديدات، بما في ذلك من إيران”.
خلال إدارة ترامب، اتفقت الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة على صفقة أسلحة بقيمة 23 مليار دولار شملت 50 طائرة من نوع F-35، لكن عملية البيع تباطأت بمجرد تولي الرئيس جو بايدن منصبه بسبب المخاوف بشأن دور المملكة الخليجية في النزاع اليمني.
المصدر: الحرة