مع اشتداد الأزمات الإقتصادية والسياسية والاجتماعية في لبنان، يشهد البلد موجات هجرة كبيرة وخصوصاً هذا العام مع إنفجار مرفأ بيروت، وإنهيار الليرة اللبنانيّة إلى أدنى مستوياتها.
نسبة العاطلين عن العمل لامست الـ 40%، والنسبة المتبقيّة تعمل براتب غير كافٍ، فالحد الأدنى للأجور لا يزال حوالي 37$ والأجر المتوسط 116$ على سعر صرف السوق السوداء.
في دراسة موسّعة أعدّتها كل من مؤسسة “solidarity” و”a&co”، تبين لنا أن في عام 2021 تم اصدار 280,000 جواز سفر في أوّل 8 أشهر من العام، وهو يعتبر رقماً قياسيّاً مقارنةً مع السنوات الفائتة.
مثلاً في عام 2020 تم إصدار 17,000 جوازاً فقط بسبب إجراءات كورونا التي فرضتها الدول .
أما عام 2019: تم إصدار 62,000 جوازًا.
وعام 2018: 45,000 جوازاً.
فمن الواضح أن الهجرة من لبنان ترتفع بطريقة جنونية، ومن أهم الأسباب التي دفعت باللبناني على إتخاذ هكذا قرار، هو وضع الأمن الغذائي الذي بات مهدداً، فعلى سبيل المثال 306,000 مسيحي يحتاج الى دعم لتأمين الاحتياجات الاساسية.
في هذا السياق، لفت رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، أن هذا النزوح الكبير هو خطيرٌ جدًا، لأننا نفرّغ لبنان من طاقاته الشبابية، وبالتالي الشباب لم يعد لديهم الثقة بمستقبل لبنان، ولذلك نحن لسنا بحاجة أن نفتش على التوازن الطائفي لأن لبنان سيزول.
لبنان، البلد المنهار المأزوم يعوّل على طاقاته البشريّة الشبابية لينهض من جديد، ولكن أين هي الدوافع التي من المفترض أن يتمسّكَ بها هذا الجيل؟ أين هي الكنيسة من هذا الموضوع وما الخطة التي يرسمُها رجال الهيكل لإبقاء شبابِنا في لبنان؟
واعتبر الأب عبدو أن دور الكنيسة مهمّ بخلق فرص عمل وأمل للشباب ولكن نسبة النجاح ضئيلة بسبب الامكانات المادية البسيطة.
وتوجّه الى الشباب قائلاً: لبنان والكنيسة بحاحة اليكم، اصمدوا، فهذه الأزمة لا بدّ من أن تمرّ!
المصدر: سبوت شوت