يجب الاعتراف بأن كل حياة تتأثر في النهاية بمأساة ما، ولا أحد يكون معفيا من المعاناة من شيء؛ كالمرض أو فقدان أحد أفراد الأسرة؛ لذا يكون اليأس أحيانا جزءا أصيلا من الحياة.
مقارنة بالمشاعر الأخرى مثل الغضب والاكتئاب يعد اليأس فريدا من نوعه؛ لأنه يجردك من طاقتك ويتركك فارغا ويائسا، فتبدو المهام البسيطة بالنسبة لك مرعبة، وهنا يتطلب الاستيقاظ من السرير أو الاستحمام أو مغادرة المنزل جهدا شاقا.
ربما تبدو المشاكل التي تواجهها مستعصية على الحل، مثل الإفلاس المالي أو المرض المزمن أو الحزن على فقدان أحد أفراد الأسرة، إلا أن الاستسلام لهذه الظروف المخيفة سيجعل اليأس أسلوب حياة.
العيش مع اليأس يعني الاستيقاظ كل صباح بثقل يضغط على صدرك وشعور بالإرهاق بغض النظر عن عدد الساعات التي تنام فيها.
من المعروف أيضا أن بعض الناس من أجل الحصول على بعض الراحة يلجؤون إلى المخدرات أو الإدمان هربا من اليأس الذي لا يطاق، إلا أنهم للأسف عندما يستيقظون يكتشفون أن المشاكل التي هربوا منها ازدادت سوءا.
يقول المعالج النفسي شون جروفر -في مقال على موقع “سيكولوجي توداي” (Psychologytoday)- رغم أنك قد لا تكون قادرا على حل المشكلات التي تواجهها، فإنه يمكن استخدام بعض الأدوات لإضعاف قبضة اليأس على قلبك.
الاعتراف بالضعف
ربما تتساءل: “لماذا أنا الذي يحدث له كذا وكذا؟” ولكن هل تساءلت: “لماذا لست أنت؟” هل تعتقد أن المصاعب الحياتية ستتجنبك؟ صحيح أنه يصعب علينا تصور أنفسنا أو عائلاتنا نعاني في المستقبل، إلا أننا نتقبل معاناة الآخرين كجزء طبيعي من الحياة، لذا حاول ألا تستثني نفسك من دائرة الحياة الطبيعية.
لكي تعالج نفسك، يجب أن تتخلص من وهم أنك في مأمن من الأذى، نحن جميعا ضعفاء بالقدر نفسه، من خلال الاعتراف بهذا الضعف فإننا نكتشف أعمق جزء في إنسانيتنا.
كن صبورا
ربما تتمنى أن تتخلص من يأسك سريعا، ولكن في الحقيقة عليك أن تتعلم كيف تتعايش معه قليلا. لا يوجد حل مباشر وسريع للتخلص من اليأس. يستغرق عقلك الباطن والإبداعي وحل المشكلات وقتا لمعالجة الأمر بشكل صحيح؛ لذا كن صبورا، ولا تحتاج إلى جميع الإجابات عن جميع الأسئلة في رأسك في الوقت الحالي.
اكسر النمط السلبي
يقول جيك إيجل -في مقال له على موقع لايف كونشيس (Live conscious)- يجب عليك أن توقف أي نمط سلبي تقوم به في حياتك. هذا يعني إبعاد نفسك عاطفيا عن الموقف الذي يؤذيك. إذا لم يكن ذلك ممكنا، فابحث عن مكان هادئ حيث يمكنك الاسترخاء فيه بمفردك خلال لحظات الفراغ. وإذا كان لديك أطفال فافعل ذلك أثناء نومهم أو انشغالهم.
نحتاج جميعا إلى وقت لتجديد شبابنا، لذا اكسر النمط الخاص بك، وخذ وقتا في التفكير فيما تريده حقا من الحياة، وما يجب عليك فعله للعودة إلى المسار الصحيح.
نزهة على الأقدام
حاول بذل قصارى جهدك للخروج من المنزل مرة واحدة في اليوم لاستنشاق بعض الهواء النقي. يرفع المشي السريع معدل التمثيل الغذائي لديك، ويعزز الإندورفين، ويمنحك بعض الفراغ الذي تشتد حاجتك إليه خلال شعورك باليأس. كما أن التخلص من التوتر والحصول على بعض فيتامين (د) يمكن أن يوفر بعض الراحة أيضا.
لا تفكر في حل المشكلات
خلال وقت فراغك، لا تفكر في حل المشكلات من أي نوع، وركز على الراحة والشفاء ومنح نفسك أفكارا وتجارب إيجابية وصحية.
غيّر أنشطتك اليومية من التلفاز والمشتتات الأخرى إلى الاهتمامات المهدئة؛ مثل قراءة الأشياء التي ترفع معنوياتك فقط، اذهب إلى الفراش مبكرا عندما يكون ذلك ممكنا.
يمكنك كذلك تصفية ذهنك من خلال ممارسة الصمت؛ فهو يفعل المعجزات لإبطاء أفكارك ويساعدك على أن تكون على دراية باللحظات الجيدة في حياتك.
حدد مشكلتك الرئيسية
خذ بعض الوقت للتفكير في الأفكار أو الأفعال التي ربما أدت إلى اليأس لديك، وحدد المشكلة الرئيسية التي تواجهها. هل علاقاتك تحبطك؟ هل تحتاج إلى بعض التجديد في حياتك؟ هل تحتاج إلى تعلم التفكير الإيجابي أو إدارة الإجهاد أو إدارة الوقت؟ بمجرد تحديد المشكلة، وبقليل من الإرشادات، يمكنك تصحيحها وتغيير مسار حياتك. وغالبا تتحسن الأمور من تلقاء نفسها بمجرد تخصيص وقت لنفسك للشفاء والتفكير.
عبّر عن يأسك
اليأس أكثر تحديا من المشاعر الأخرى لأنه يفتقر إلى الطاقة، وبالتالي يفتقر إلى التعبير، ومن دون تعبير أو حركة تستمر العواطف فترة أطول؛ لذا ساعد نفسك من خلال إيجاد طرق للتعبير عن يأسك كالرسم أو الكتابة أو التحدث مع أحد. اسأل نفسك: “كيف يبدو اليأس؟” تخيله وارسمه، أو تحدث عنه.
لا تنغمس في آلامك
معظم الناس الذين يعانون من اليأس ينغمسون في آلامهم، ويعيشون مع خيالهم والوضع الذي أصبح ميؤوسا منه. إذا كانت ظروفنا في الواقع مروعة حقا، فقد تكون المشاعر الأخرى أكثر ملاءمة من اليأس. وظيفة اليأس هي أنه يمنعنا من الشعور بمشاعرنا العميقة كالخوف أو القلق أو الحزن.
لا تفكر كثيرا
اليأس عاطفة فكرية، يأتي نتيجة التفكير كثيرا؛ لذلك لا تفرط في التفكير، واذهب وافعل شيئا، أي شيء؛ مثل القفز، أو الركض أو السباحة أو الرقص، أو الخروج والعمل في الحديقة.
(الجزيرة)
المصدر: أ.ف.ب – الجزيرة