مظهر جديد من مظاهر إنحلال الدولة تجلّى على طريق حدث بعلبك – كفردبيان، حيث تحدّثت معلومات عن إقامة حواجز مسلّحة قيل إنها لمسلحين من “حزب الله” بلباس أسود وبكامل أسلحتهم نفذوا انتشارا كثيفًا في جرود عيون السيمان ونصبوا حاجزاً على بعد كيلومتر واحد من حاجز الجيش اللبناني.
هذا المشهد يؤكّد فقدان الدولة لقدرتها على بسط سيطرتها على الاراضي اللبنانية، فهل نشهد بعد سلسلة الانهيارات السياسية والمالية والاقتصادية والقضائية إنهياراً للأمن في لبنان؟
في هذا السياق، يشير النائب وهبة قاطيشا في حديث لـ”ليبانون ديبايت” الى أن ”هذا المشهد تسأل عنه الحكومة التي أتت بعنوان الانقاذ، والتي يبدو أنها ستعود بنا الى أيام الميليشيات لأن هذا الظهور المسلّح كظاهرة جديدة يذكّرنا بأيام السبعينات والثمانينات”.
ويقول: “وكأن هؤلاء يستدرجون أطرافاً للوقوف في وجههم، لاسيما أنهم متواجدون في منطقة “حسّاسّة” لديها حساسيّة تجاههم، وكأنهم يقومون بدعوة للإشتباك معهم لكي يبدأوا بحربٍ أهلية”.
يضيف قاطيشا: “هؤلاء الاشخاص يدعون لحرب أهلية، ما يقوم به حزب الله يستدرج اللبنانيين لحرب أهلية. على اللبنانيين أولا التنبّه لهذا الأمر، وثانياً يجب على الحكومة أن تأخذ على عاتقها أمر من هذا النوع لأنه خطير جداً”.
ويلفتُ إلى أن “تخلّصنا من الميليشيات منذ التسعينات، واليوم هذه المشاهد تتجدّد تحت عناوين مزيّفة وهذا لا يجوز أبداً. والمطلوب أن تحسم الدولة أمرها”.
كما يعتبر قاطيشا أنه إذا صحّ الكلام عن إقامة حواجز على الطريق وقطعها على المارة فهذا “دعوة للفتنة”. والمزاعم عن تدريبات باطلة ولا تحصل بهذ الطريقة على مرأى من الجميع.
وعما إذا كان “حزب الله” يقوم باستعراض قوّة كردّ على الانفتاح العربي على النظام السوري، يجيب “زيارة وزير خارجية الامارات الى سوريا تأتي تزامناً مع تلميحات عن محاولات لإخراج بشار الاسد من المحور الإيراني، لكن حتى اللحظة لا شيء عملي أو تنفيذي”.
وعن قيام “حزب الله” بهذه الإستفزازات على بعد أمتار من حاجز للجيش اللبناني يضع قاطيشا “ما يحصل برسم رئيس الجمهورية الذي أعلن أنه لا يريد ميليشيات”.
ويختم قاطيشا بالقول: “أكبر كارثة حلّت بلبنان على مدى مئة عام شخص إسمه ميشال عون، فكر سياسة ميشال عون”.