باقٍ نجيب ميقاتي في السراي الحكومي ما دامت واشنطن وباريس تريدان ذلك. وحين تقرّران غير ذلك سيسارع الرجل إلى توضيب حقائب العودة إلى نادي رؤساء الحكومات السابقين للانضمام إلى قافلة المعترضين على سياسة “حزب الله”. ولكن حتى تحين تلك الساعة، فلن يضرّه السير عكس رغبة المملكة العربية السعودية التي وضعت حكومته على اللائحة السوداء في سياق حملة ضغوطات تصاعدية المنحى، فرضت على الإدارة الأميركية أن تخرج بموقف واضح داعم للحكومة اللبنانية خشية سقوطها بضربة الحصار الخليجي، فتجرّ الداخل اللبناني إلى مزيد من الفوضى والانهيارات الماليّة والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما لا تريده واشنطن.
ولكنّ الحصانة الأميركية لن تمنح الحكومة بطاقة التّأهّل للجلوس إلى طاولة مجلس الوزراء المعطّل بقرار من الثنائي الشيعي الرافض للعودة إلى “بيت الطاعة” الحكومي قبل أن تُنقّي السلطة القضائية التحقيقات في ملفّ انفجار المرفأ من شوائبها وتصحّح مسارها.
وبالانتظار، خصوصاً أنّ هذه المرحلة الانتظاريّة قد تطول إذا ما رُبِط مصير الحكومة بملفّات المنطقة وتعقيداتها، يحاول ميقاتي أن يعوّض غياب جلسات مجلس الوزراء من خلال العمل على مسارين أساسيّين: الملفّ المالي- الاقتصادي لإعداد أرضيّة المفاوضات مع صندوق النقد، وقطاع الكهرباء، فيما يتبيّن من حركة الوزراء أنّ هؤلاء يعملون وفق توصيات من ميقاتي، وبغطاء من رئيس الجمهورية ميشال عون، وكأنّ الحكومة كاملة الدسم السياسي وغير معطّلة. ولذا تفعل الموافقات الاستثنائية فعلها في تعويض قرارات مجلس الوزراء.
المصدر: أساس ميديا – كريستال خوري