اعتقد الناس أنّ العام الماضي سيكون قمّة الغلاء والأسعار المحلِّقة. وكانت حينها الأسعار تساوي أقلّ من الأسعار الحالية، بحسب سعر صرف الدولار آنذاك، الذي كان لم يتجاوز الـ10 آلاف ليرة بعد. هذا العام، ربّما اعتاد الناس على الأسعار المرتفعة، ورؤية الستة أرقام في السعر الواحد، وبدأوا يستعدّون لشراء هدايا عيد الميلاد، كلٌّ بحسب قدرته، رغم الأسعار المرتفعة في سوق الألعاب.
وهي الأسعار التي قد يلامس بعضها الـ20 مليوناً حسب القطعة والعلامة التجارية!
في هذا التقرير، زرنا متجري ألعاب، لديهما أسعار متنوعة، واستثنينا القطع الالكترونية من الرصد.
هذا العام يختلف بالطبع عن العام الماضي، تقول سينتيا، موظفة وأمّ لولدين. “ما أعجبني من ألعاب وما اعتدت شراءه كان باهظ الثمن بحوالي مليون ونصف مليون أو مليوني ليرة، إلّا أنّني بحثت عن شيء شبيه لما أردت شراءه، واشتريته، فليس هناك هديّة يقلّ ثمنها عن 300 ألف ليرة وتكون هديّة عادية جداً”، وفق سينتيا.
وقد سعت السيدة إلى شراء هدايا أولادها من الآن قبل ارتفاع أسعارها 15% إلى 20% بحسب ما قال لها أصحاب بعض المحالّ.
أمّا لوري، وهي أمّ لولدين أيضاً، فتروي أنّها خصّصت ميزانية لهدايا العيد، واشترت هدايا بدون علامة تجارية، “رغم أنّني اعتدت شراء أهمّها، ومع ذلك، وجدت الأسعار باهظة، ومنها بالدولار”.
الناس لن يقبلوا أن يمرّ العيد بدون ألعاب
في حديث مع علي صفاوي، صاحب محالّ World of Toys للألعاب، يؤكّد أنّه لا بدّ من التجهيز لعيد الميلاد، “خصوصاً أنّنا لم نعتد الغياب عن هذه المناسبة لأكثر من 60 عاماً، ولا سيّما أنّ العمل في العامين الماضيين كان ميتاً بسبب الأزمة وانتشار كورونا، لكن الناس لن يقبلوا أن يمرّ العيد من دون شراء الألعاب لأولادهم ولو بأقلّ كلفة عن الأعوام الماضية، نظراً للأوضاع الصعبة، ونحن واجبنا أن نفرّح قلوب الأطفال، وأطفال التوحّد الذين نخصّص ألعاباً لهم في محلّنا”.
وينقسم المبيع في World of Toys إلى الجملة والتجزئة. و”مبيع الجملة قوي هذا العام”، بحسب صفاوي. وبرأيه، إذا ما ثبت الدولار على مستوى معيّن، وإن كان مرتفعاً، فسيقدم الناس على عملية الشراء، لكن أيّ تقلّب فيه يمنعهم. أّمّا مبيع التجزئة فتحرّك قليلاً.
وقد اعتمد صفاوي، في ظلّ الأزمة، سياسة الحسم على جميع الألعاب لجميع الزبائن كنوعٍ من التكافل لكي يعيّد الأولاد، فحسم حوالي 30% من سعر الألعاب يشجّع الناس على الشراء.
وعن إقبال الناس على التحضير لهدايا العيد، هناك أشخاص حجزوا هداياهم من الآن في المحلّ، وكذلك جمعيات اشترت الألعاب منه. وهناك مَن سأل عن الأسعار تحضيراً للشراء في وقتٍ لاحق في بداية الشهر المقبل، كما تجري العادة.
وتبدأ الأسعار من 50 ألف ليرة وصولاً إلى مليون ليرة.
تالياً بعض أسعار الألعاب التي رصدناها:
سيارة للصبيان، 872000 ليرة.
لعبة مطبخ، 1000000 ليرة.
لعبة السلم والثعبان، 132000 ليرة.
ألبوم الصور الأولى، 179000 ليرة.
لعبة تصفيف شعر الدمية، 495000 ليرة.
لعبة درّاجة نارية صغيرة، راديو فضاء، 1292000 ليرة.
لعبة الأحجام للأعمار الصغيرة، 231000 ليرة.
فصر كبير للفتيات، 1327000 ليرة.
تلبية الطبقة المتوسطة ضرورة
بالانتقال إلى محالّ Joué Club للألعاب، يشير مدير في فرع ضبية، كريس قسطنطين، في حديث لـ”النهار”، إلى أنّ “حركة الشراء مقبولة جداً بالنسبة إلى وضع البلد، وحالياً، هناك أشخاص كثيرون بدأوا بشراء الألعاب والهدايا لعيد الميلاد، ومنهم بدأوا حتى منذ شهر، فمحلّنا قد يكون الوحيد الذي جهّز لعيد الميلاد هذا العام وببضاعة جديدة، ما يزيد من إقبال الزبائن، بينما محالّ أخرى لم تجهّز للعيد”.
وعن تقبّل الناس للأسعار، “حالياً، وخصوصاً الطبقة الوسطى والميسورة، تأقلمت مع ارتفاع الأسعار، ولا تجد غلاءً فيها”. وقد حاولت الشركة تلبية طلب الطبقة المتوسّطة عبر توفير سلع تتناسب وأصحاب الدخل المتوسّط، لكي يجدوا طلبهم في المحلّ، بألعاب ذات نوعية جيدة ودون استيراد التقليد منها.
وتختلف الأسعار في المحل باختلاف العلامة التجارية وبتسعير وكلائها ووفق أي سعر صرف تمّ استيرادها. إلّا أّنه يمكن ملاحظة أنّ اللعبة الصغيرة التي تُعَدّ كتذكار، لا يقلّ ثمنها عن 200 ألف ليرة.
تالياً بعض أسعار الألعاب لدى Joué Club.
دراجة نارية، 3180000 ليرة.
سيّارة رباعية الدفع، 5440000 ليرة. وفي محل آخر يبلغ سعر لعبة السيارة للأولاد 8 ملايين ليرة.
لعبة أكسسوار للفتيات، 330000 ليرة.
لعبة من دميات الباربي، 714000 ليرة.
لعبة مونوبولي جونيور 1050000 ليرة.
دبدوب ملوّن، 290000 ليرة.
النهار – نصر