محاولة استهداف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ليست أمراً مستغرباً بالنسبة الى مراقبي الشأن العراقي، وهو الذي تلقى تهديدات عديدة مباشرة وغير مباشرة من الأطراف الموالية لإيران سواء كانت أحزابًا أو ميليشيات.
ويبقى السؤال، ما سر استهداف الكاظمي بالتحديد؟ هل لكونه الشخصية الوحيدة التي أصرت على تنفيذ الانتخابات بالطريقة التي لم يتسنَ لتلك الأحزاب والميليشيات التلاعب بنتائجها؟
في الواقع، هو نمط واحد، القاتل مجهول، اذ تكررت تلك الجرائم في الاونة الأخيرة، وهو ما يجعل الجريمة مطابقة لعشرات الجرائم في لبنان ولمئات منها في العراق بحيث أطلق مجهولون النار منذ اشهر عدة على الخبير في العراق هشام الهاشمي، فأردوه قتيلاً. كذلك تكرر الامر مع الناشط السياسي اللبناني لقمان سليم . المجرمون لن يعلنوا مسؤوليتهم، والقضاء على الارجح لن يعثر عليهم، وهي جرائم تطال دائماً معارضي نظام إيران في المنطقة.
ويرتبط التصعيد الراهن في بغداد بخسارة تحالفات الميليشيات الايرانية للانتخابات البرلمانية الأخيرة، وهناك من يربط الاحداث الجارية بما سيحصل لاحقاً في الانتخابات البرلمانية في لبنان المفترض في شهر آذار من العام المقبل، اذ تقول مراجع سياسية بارزة، انّ حزب الله غير مطمئن لهذا الاستحقاق الدستوري الذي قد يسمح لخصومه بنزع الأكثرية النيابية منه ديموقراطياً و”من دون ضربة كف”.
وتؤكد المراجع في حديثها الى وكالة “اخبار اليوم”، ان الحزب يدرك تماماً أن الأرض تغيرت منذ انتخابات عام 2018، خصوصاً من جهة حليفه المسيحي اي التيار الوطني الحر بعدما تراجعت شعبيته على نحو ملحوظ، مع تقدّم “خصمه اللدود” القوات اللبنانية وقوى تغييرية من قلب الثورة . وتشير، ان الحزب يجري استطلاعات للرأي ويُدرك ذلك حتماً- وبالتالي انّ كان هناك احتمال، ولو واحد في المئة، أنّ تكون النتائج في غير مصلحة الحزب، سيعمل على عرقلة الانتخابات، التي ستغير قواعد اللعبة في لبنان والمنطقة في حال خسارته وحلفائه بأكثرية المقاعد النيابية.
وتختم،: هذا ما سنراه في المستقبل القريب.
وكان حزب الله قد حصد مع حلفائه السياسيين نحو 70 مقعدا على الأقل في البرلمان المؤلف من 128 مقعدا في انتخابات جرت في السادس أيار. 2018
انطلاقا مما تقدم، يبدو ان هناك محاولة لدفع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الاستقالة وبالتالي الغاء الانتخابات، وذلك بعد محاولات متواصلة لجعل مهمته مستحيلة. وفي المقابل يضغط الأميركيون والأوروبيون لإجراء الاستحقاق في موعده، ويربطون مساعداتهم للبنان به، وكذلك يفعل صندوق النقد الدولي.
يجري ذلك في ظل أزمة تمويل كبرى تعيشها الماكينات الانتخابية لأحزاب السلطة ولجماعاتها، ناهيك عن خسارة هذه الأحزاب الكثير من قدراتها على التأثير بسبب فضائح الفساد والارتهان التي حاصرتها في السنوات الأخيرة.
وفي السياق عينه، يرى المراقبون انّ إعادة إيران إلى حجمها بقوة صناديق الاقتراع في ساحاتِ سيطرتها المفترضة، أي عبر انتخاباتٍ، باتت بمثابة القوة الناعمة التي يُراهن عليها خارجياً لقطع قوس نفوذها نحو المتوسط، فهي نجحت في العراق والمنتظر تكليلها في انتخابات لبنان، من هنا الخوف من انّ نرى مثيل لمشاهد العنف في العراق، وكان آخرها محاولة اغتيال الكاظمي، فهل تعود الاغتيالات الى لبنان؟
المصدر : شادي هيلانة – وكالة أخبار اليوم