كتب داني حداد في موقع mtv:
نقترب من نهاية عامٍ لبنانيٍّ مرير. سيكون العام ٢٠٢٢ حاسماً على أكثر من صعيد، انعكاساً لما يحصل في المنطقة. يتأرجح لبنان، كراقصٍ في سيرك، بين التسوية والحرب.
سيناريوهات كثيرة تُرسم للبنان، الذي يتحوّل، أكثر فأكثر، الى ساحة. واحدٌ منها تنفيذ اغتيالات تستهدف شخصيّات قادرة على تغيير المشهد السياسي الداخلي. نتحدّث هنا، مثلاً، عن مرشّحين لرئاسة الجمهوريّة أو عن زعماء تقليديّين سيكون “حذفهم” من هذا المشهد باباً للتغيير.
وليس الخوف من الاغتيالات المحتملة مصدره واحد. قد تكون لأكثر من جهة خارجيّة مصلحة في مثل هذه الاغتيالات، خصوصاً أنّ شخصيّاتٍ لبنانيّة قد تقف عائقاً أمام ولادة لبنان بصورته الجديدة التي لم تتبلور بعد، فتكون إزاحتها هي الحلّ. هل يكون “لبنان الجديد” في صلب محور الممانعة أم في صفوف دول التطبيع؟ هنا السؤال الأكبر.
ويسجّل هنا تخوّفٌ لدى أكثر من مرجعيّة أمنيّة من عودة الاغتيالات، بهدف زرع الفوضى في الداخل، بينما تجد مصادر خارجيّة أنّ الاغتيالات، إن نُفّذت، لن تكون بهدف الفوضى بل التغيير. التغيير الكبير غير المتاح انتخابيّاً قد يكون متاحاً بالاغتيالات!
وما يُخشى أيضاً هو أن تتحوّل المواجهة أكثر بين الفرقاء الإقليميّين الى الداخل اللبناني عبر تصفياتٍ متبادلة قد تطال شخصيّات من الصفّ الأول، على طريقة محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
إنّ هذه السيناريوهات الدراماتيكيّة، كما سيناريو الحرب الإسرائيليّة على مناطق نفوذ حزب الله، ليسوا أمراً محسوماً. يتعلّق الأمر بمسار التفاوض الأميركي – الإيراني كما السعودي – الإيراني، وبالدور الإسرائيلي فيهما، كما بالانكفاء الأميركي.
نحن أمام مرحلة رسم خارطة جديدة للمنطقة. قد يعمد المتضرّرون الى تفجيرها، وحينها سيكون لبنان أحد الساحات. العراق أيضاً.
العام ٢٠٢٢ هو عام الحسم، خصوصاً في الأشهر الأولى منه، والاحتمالات مفتوحة بين التفجير والتسوية. وفي لبنان استحقاقان كبيران: انتخابات نيابيّة ورئاسيّة، ومصيرهما يتعلّق أيضاً بالمشهد الإقليمي.
لبنان مرآة لما يجري في الإقليم، لا أكثر…