كتبت كريستال خوري في “أساس ميديا”:
حين تحمّس نجيب ميقاتي لرئاسة حكومة “الانهيار”، كان يدرك جيّداً أنّ ثمّة مهمّة شبه مستحيلة تنتظره، وقد تأتي حكومته وتذهب من دون أن تسجّل أيّ إنجاز في سجلّها سوى إجراء الانتخابات النيابية في موعدها تلبية للأجندة الدولية. ومع ذلك، فعل ما بوسعه ليعود إلى سراي “مفلِّس” قد لا يُتاح له إلا إدارة التفليسة. لكن لم يخطر بباله أنّ حكومته ستواجِه الشلل في أسابيعها الأولى، وسيواجهها غضبٌ سعوديٌّ قلّ نظيره، ولو أنّه كان مساراً متوقّعاً في ضوء التصعيد الذي يمارسه محور إيران ضدّ المملكة منذ مدّة.
حلّت الكارثة. لتقبع حكومته بين فكّيْ الاصطفاف الداخلي على خلفيّة الصراع السياسي – القضائي، في ملفّ التحقيقات العدليّة التي يقودها القاضي طارق البيطار، وملفّ أحداث الطيّونة. فيما تتّجه الرياض إلى مزيد من التصعيد في خطواتها إزاء لبنان، بعدما بدأت تسحب كامل الطواقم الدبلوماسية والإدارية لتُفهم اللبنانيّين أنّ خروجها من لبنان قد يكون بلا عودة.
بيد أنّ هذا الحصار بجانبيْه الداخلي والخارجي لا يُشعر ميقاتي أنّ استقالته باتت قاب قوسين أو أنّها مطروحة للنقاش الجدّيّ، أقلّه في المدى المنظور، كما يقول المطّلعون على موقفه. عاد القطب الطرابلسي إلى بيروت بعد رحلته الخارجية التي حاول خلالها تحصين حاله وحكومته بدعم دولي، وفي باله هدف وحيد: إعادة إحياء حكومة العهد “الأخيرة”، إذا قرّر ميقاتي “النفاذ” بريشه.
المصدر: أساس ميديا – كريستال خوري