إستئناف مفاوضات فيينا لا يزال مُتعثّراً بسبب القضايا الخلافية التي تُعرقل التوصّل إلى إتفاق نهائي بشأن النووي الإيراني. كما أنّ المفاوضات السعودية – الإيرانية لم تحدث، حتى الساعة، خرقاً يذكر على مستوى العلاقات بين البلدين.
في هذا السياق، يتخوّف النائب السابق فارس سعيد من “خطر داهم يَتهدّد لبنان كنتيجة طبيعية للتطوّرات في المنطقة”.
ويقول سعيد في تصريح لـ”ليبانون ديبايت”: “أنا أتابع بدقّة ما يحدث في المنطقة، وبقدر ما هو موجود طاولات حوار ورزنامة حوارية إيرانية – أميركية وسعودية – إيرانية، هناك أيضا علامات تنذر بأن الامور ستتفلّت باتجاه الأسوأ”.
ويذكّر بأنه “حصل إجتماع في موسكو في 22 تشرين الاول المنصرم، جمع رئيس الحكومة الاسرائيلية نفتالني بينيت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واتفق خلاله الطرفان، كما ورد في الصحف (حتى صحيفة الشرق الأوسط نقلت هذا الخبر) على محاصرة النفوذ الإيراني داخل سوريا”.
يُضيف: “هذا الخبر بالغ الخطورة لأن الذي كُشِف عنه في الصحف تعرِفه إيران قبل نشره. وأنا لا أعتقد أنها ستنتظر لكي يتم محاصرتها في سوريا أو في أي مكان آخر بالعالم العربي، وبالتالي مع انسداد أفق الحوار ومع تراجع إمكانية التوصّل الى حلول سلميّة الاحتمال الأكبر هو باتجاه إشعال المنطقة من أجل التوصّل الى طاولة حوار تضم كلّ الأفرقاء للخروج من هذه الأزمة”.
كما يلفتُ إلى أنّه “بعدما إنفجرت الأزمات الديبلوماسية بين لبنان والسعودية تبيّن أنّه حتّى الحلول الداخلية في لبنان تجاوزت قدرة اللبنانيين على إيجادها. بمعنى أنه إذا حصلت أو لم تحصل الانتخابات النيابية، إذا بقيَ أو لم يبقَ نجيب ميقاتي فهذا كلّه غير مهم، والمهم أن الحلّ في لبنان سيكون جزء من الحلّ في المنطقة”.
ويقول: “لذا، نحن ربما بانتظار إشتعال الاوضاع في المنطقة يليها طاولة حوار تحدّد وفقاً لموازين القوى حدود النفوذ التابع لنظام المصلحة العربية، والحدود الأخرى التابعة لإيران، ولإسرائيل ولتركيا في المنطقة، وبالتالي سيكون لبنان جزء من هذا الترتيب ولكن أخشى من أنّ ما يحصل في المنطقة سيكون له تداعياته المباشرة على الداخل اللبناني وهذا ما حذّرت منه”.
وعن تخوّفه ممّا قد يحصل في لبنان، يجيب: “عندما يحصل انسداد أفق سياسي تذهب الأمور بكل الإتجاهات. وهناك إنسداد اليوم في الافق السياسي في لبنان”.
ولدى سؤاله عن فحوى “الاستحقاق الذي قد لا يأتي”، وفق ما غرّد به يوضح سعيد “حاولت أن أقول بهذه التغريدة أنّ المرشّحين للإنتخابات النيابية لا يأخذون بعين الإعتبار ما يجري في لبنان والمنطقة ويعتبرون أن الانتخابات حتمية، قد تكون كذلك ولكن ما يحصل قد يطيح بالإنتخابات”.
وعن مصير لبنان، يختمُ سعيد: “لا أريد إخافة الناس، وليس لديّ تصور معيّن لما قد يحصل، لكن كلّ ما أودّ قوله أنه عندما يحصل إنسداد في المخارج السياسية ينزلق لبنان بكل الاتجاهات”.
المصدر: ليبانون ديبايت