كتبت لبنى عويضة في “سكوبات عالمية“:
لعنات متتالية تلاحق المواطن اللبناني، تدفعه للوقوف بِحيرة أمام مستقبل يشوبه الضبابية لا بل الظلام الدامس.
أزمات متلاحقة يستفيق عليها اللبنانيين يومياً، بدأت من “الهيركات” في المصارف وسرقة جنى عمر المواطنين، إلى أزمة الدولار ولعنة السوق السوداء التي لا توحي الاستراتيجيات ببارقة أمل من أجل وقف ارتفاعه الجنوني وتحديد سقفاً له، تليه أزمة المحروقات التي غاب عنها الدعم بشكل كلّي.
وقد تولّد عن كل ما سبق أزمة جديدة كانت تلوح في الأفق سابقاً لكن لم يخطر في بال أحدهم أن نصل إليها، لا بل أن نصل إلى الدرك الأسفل من الأحوال المعيشية، ويصبح طعام الفقراء الوحيد مهدد.
فالوضع الاقتصادي الرديء الذي وصلنا إليه، حتّم على المواطنين اتباع نظام غذائي خالٍ من اللحوم بكافة أنواعه الحمراء والبيضاء والمعلبة حتى، كذلك بعض الفاكهة تزور المنازل في المناسبات القليلة ناهيك عن بعض أنواع الخضار التي اختصرها اللبناني من مائدة طعامه بسبب ارتفاع أسعارها بشكل يعجز عن تأمينها مع تدني قيمة الأجور التي لا تكفي الفرد إلا لكلفة المواصلات من أجل الوصول إلى عمله.
لكن ناقوس الخطر قرع بعد ارتفاع سعر ربطة الخبز وانخفاض وزنها، وبعد أن كان الفقراء يدعمون طعامهم بالخبز بات هو الآخر مأزق بحد ذاته، فمن العسير على الأسر الفقيرة تأمين ما بين 3 إلى 5 ربطات خبز يومياً في حين يبلغ سعر الربطة الواحدة 15.000 في الوقت الذي لا يتعدى أجر الفرد 30.000 ليرة في اليوم الواحد!
استفحال أزمة الدولار والمحروقات انعكس بدون أدنى شك على “الرغيف” ويظهر استغلال حاجة المواطن مثل “فيلم تشويقي” يتصارع التجار من أجل “إخراجه”.
وبعد أن كان الفرد يلجأ لمحلات “السناك” أو “سندويش الفلافل” لتغيير طبق طعامه، يصطدم اليوم بسعرها الذي بلغ 25.000 ليرة بعد أن كان 3.000، أما الشاورما فهي للأغنياء فقط حيث أصبحت “السندويش” بـــ50.000 ليرة بعدما كان سعرها لا يتجاوز 10.000، ومرّد ذلك للأزمة الاقتصادية.
إذن ما نعيشه أشبه بكابوس وينذر بانفجار شعبي لا محالة منه، فناقوس الخطر دقّ بلقمة الفقراء، فبعض العائلات المتعففة تعيش على الخبز وحده لسد رمق جوعهم، ولعل حتى هذه السلعة التي هي حق مكتسب لهم سيحرمونهم منها في المستقبل القريب، والآتي أعظم.
المصدر: سكوبات عالمية – لبنى عويضة