أكّد وزير البيئة ناصر ياسين، أن “لبنان بحاجة اليوم إلى أشقائه العرب، وتحديداً المملكة العربية السعودية ودول الخليج التي وقفت إلى جانب لبنان منذ اتفاق الطائف إلى يومنا هذا، عبر العديد من المبادرات الداعمة للبنان وأمنه في مراحل لبنان العصيبة ومراحل الاستقرار”.
واعتبر ياسين في حوار مع موقع “عربي بوست”, أن “الأزمة المستجدة مع السعودية ليست وليدة هذا الحدث بل نتيجة تراكمات عديدة، لكن هذه التراكمات بحاجة إلى حوار بناء برعاية الأشقاء والأصدقاء الحريصين على تعافي لبنان، واعتبر ياسين أن لبنان الرسمي خلال السنوات الماضية لم يضع هذه الأمور للنقاش التي تثير حساسية الدول العربية كتمنّع لبنان عن إدانة الهجمات التي تتعرض لها السعودية وصولاً لمشاركة البلد في أزمات المنطقة من سوريا إلى للعراق واليمن”.
وشدّد على أن “معظم القادة والزعماء الذين التقاهم الوفد اللبناني في قمة المناخ العالمية في غلاسكو أكدوا حرصهم على لبنان وضرورة حل مشكلة التوتر الحاصل مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وثمَّن ياسين المبادرة التي أطلقها سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عبر إيفاده وزير الخارجية القطري إلى بيروت خلال الأيام القادمة لبحث سبل حل الأزمة، وأكد ياسين أن لقاء الوفد اللبناني برئاسة ميقاتي ومشاركته مع رئيس الوزراء الكويتي كان ايجابياً، لكن لبنان مطلوب منه أن يسارع بإجراءات إيجابية تسرع الحلول”.
وعن لقاء الوفد مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، لفت ياسين إلى “أن الجانب الأميركي أكد ضرورة تبديد هواجس الدول المحيطة وتحديداً السعودية للخروج من الأزمة، ويعتبر أن الحل يبدأ باستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي لأن لبنان أمام فرصة أخيرة ليثبت جديته أمام المجتمع الدولي وإلا فإننا سندخل في نفق مظلم من الانهيار والأحداث غير محسوبة النتائج”.
وأضاف, “في الحكومة آراء وأفكاراً لا توافق حزب الله، والدليل أن الحكومة لا تجتمع على خلفية مطالبة الحزب بإقالة المحقق العدلي طارق البيطار عبر السلطة التنفيذية، فيما الأكثرية من الوزراء يعتبرون أن أي إجراء هو مناط بالسلطة القضائية والتي لا يمكن السماح للعبث بها والتدخل السياسي فيها”.
وتابع, “إن الحكومة أمام تحديات كبيرة عليها تجاوزها لأن استقالة الحكومة أو تطييرها سيفقد لبنان فرصته بالتعافي والإصلاحات والحوارات البناءة التي بدأت مع صندوق النقد الدولي والجهات المانحة. ويؤكد الوزير اللبناني أن الجميع في غلاسكو يؤكدون حرصهم على بقاء الحكومة واستقرار البلاد وإيجاد صيغ حل لعدم الوقوع في المحظور”.
وأردف, “إن الحكومة أمام فرصة لا يمكن تعويضها وهي مسؤولة عن إجراء حلول سريعة وإصلاحات ونحن أمام مشاريع مهمة كاستجرار الكهرباء والغاز وترسيم الحدود وإجراء ورشة إصلاح في قطاعات التربية والصحة، والأهم أننا مسؤولون عن إجراء انتخابات برلمانية في وقتها”.
المصدر: عربي بوست