رسم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من السرايا، خريطة طريق لمسار العلاقة مع المملكة العربية #السعودية والخليج وكيفية خروج لبنان من هذه الأزمة، اذ ثمة معلومات موثوق بها أنه في اللقاءات التي أجراها في غلاسكو مع زعماء الدول المشاركين في قمة المناخ، برز موقف متناغم في ما بينهم وهو أن تقدِم الحكومة على خطوة كبيرة تعيد الخليج إلى لبنان، وهذا ما أدركه رئيس الحكومة، ولا سيما مع القيادات الخليجية التي التقاها، ويُنقل أن هناك خيارين: إما استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، أو سيتجه ميقاتي إلى الإستقالة بعد اجتماع لنادي رؤساء الحكومات السابقين أو عبر مؤتمر صحافي في حال لم تصل الأمور إلى النتائج المتوخاة.
وفي السياق، يقول مرجع حكومي سابق في دردشة مع “النهار”، إنه “حتى الآن ليس هناك أي خرق في هذا الجدار المسدود، خصوصاً أن الغباء متواصل وهو ما يرفع منسوب التأزم بين بيروت والرياض”، سائلاً “أين كبار وزراء الخارجية، أولئك الذين تركوا بصمات في قصر بسترس من فيليب تقلا إلى فؤاد بطرس وحتى ما بعد الطائف عبر بعض الشخصيات، بينما اليوم ما جرى في الآونة الأخيرة من خلال كلام الوزير المستقيل شربل وهبه إلى الوزير الحالي عبدالله بو حبيب ومن ثم الأزمة التي سببها وزير الإعلام جورج قرداحي، نسأل: ماذا بقي من لبنان وهذه الديبلوماسية العريقة التي اتسم بها البلد، والتي كنا نفاخر بها في المحافل الدولية والجامعة العربية والأمم المتحدة والقمم العربية وكل المنتديات؟”. واشار إلى أنه يتلقى اتصالات يومية من أصدقاء خليجيين يعربون فيها عن أسفهم الشديد مما وصل إليه لبنان، قائلين: حذّرنا مراراً ولكن لا أحد يريد أن يسمع. ويختصر المشهد بالقول إن الكرة في الملعب اللبناني، ومادام “حزب الله” يسيطر على الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية ويواصل حملاته على المملكة، فليس ثمة حلول على الإطلاق، كاشفاً أن المخرج بإقالة الوزير قرداحي قد يفتح كوة في هذا النفق ولكن لن يؤدي إلى عودة الأمور إلى طبيعتها، فالأزمة معقدة وهناك كلام يصدر يومياً عن قادة “حزب الله” يتناول قيادة المملكة والأمور الاستراتيجية واختلاق الروايات، وهذا ما يعمق جرح هذه العلاقات، مضيفاً أنه شخصياً حاول الإتصال مراراً ببعض المسؤولين في الحكم والحكومة، لكن وبصريح العبارة يقولها إن “حزب الله” هو من يحكم البلد.
وفي السياق، تكشف مصادر سياسية مطلعة لـ”النهار” أن لبنان سيبقى على ما هو في المرحلة الراهنة إلى حين حصول تسوية على مستوى كبير، والتي ربما تأتي بعد أحداث أمنية وازدياد الصخب السياسي في البلد وتفاعل الإنقسامات والإنهيارات، ولكن حالياً ثمة وقت ضائع للإشتباك السياسي والقلق من أي تطورات أمنية بينما الوضع الإقتصادي مفتوح على كل الإحتمالات وأحلاها مُر في هذه الظروف، لافتةً أن أحد العائدين من باريس يتحدث عن تسوية يُحضّر لها من خلال التشاور وجسّ النبض، ولا شيء محسوما، وهذه التسوية ربما تكون من خلال اتصالات أميركية – فرنسية بعد تبلور المشهد بين الرياض وطهران عبر الإتصالات التي جرت في الآونة الأخيرة والتي لم تعطِ أي نتائج إيجابية، وقد تتابع في المرحلة المقبلة، إضافة الى التقارب الخليجي مع سوريا، وبمعنى أوضح لن يكون هناك حل على الساحة اللبنانية إلا عبر تقارب خليجي – سوري، ومن الطبيعي عبر غطاء أميركي – دولي.
وتضيف المصادر أن لبنان بات أمام محطات مفصلية، وينبغي ان تنصبّ الجهود على محاولة الخروج من الأزمة مع المملكة العربية السعودية، لأنه على رغم الخلافات والانقسامات وكل ما يجري في البلد، فالعلاقة مع الرياض مسألة أساسية ومهمة لدعم لبنان، وكذلك بالنسبة الى وجود ربع مليون لبناني على الأراضي السعودية، إلى عناوين كثيرة، وما الخطوات التي أقدمت عليها الرياض إلا مؤشر الى تأثر لبنان كثيرا بما اتخذ من إجراءات، فكيف الحال إذا تصاعدت وتيرتها، عندئذ على الدنيا السلام. من هنا تنصب الجهود على إيجاد مخرج في الساعات المقبلة يتولاه الرئيس ميقاتي بالتكافل والتضامن مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، ومنه كل الإحتمالات مفتوحة، بمعنى أن التضحية يجب أن تكون على مستوى كبير لأن العلاقة مع السعودية والخليج تتطلب مزيدا من التنازلات والخطوات في مثل الظروف التي يمر بها لبنان، كاشفةً عن تقاطع اتصالات بين بيروت وباريس وبعض العواصم الخليجية ليبنى على الشيء مقتضاه، ولكن الأمر المحسوم هو أن الساعات المقبلة ستبلور هذه الإتصالات، أي ان القرار الذي سيُتخذ سيكون كبيراً وموازياً لحجم المشكلة مع السعودية والخليج.