كتبت لبنى عويضة في “سكوبات عالمية“:
تزامناً مع أسوء أزمة اقتصادية شهدها لبنان في تاريخه، تفاقمت أزمته الدبلوماسية بعد مقاطعة دول الخليج له وسحب سفرائها من الأراضي اللبنانية ودبلوماسييها.
وقد عجزت كل الخطوات لنزع فتيل تفجير العلاقات اللبنانية العربية نتيجة موقف وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي من حرب اليمن وتصريحاته بأنها عبثية، فانهالت مقاطعة الخليج العربي على لبنان ولم يعد أي مسؤول قادراً على تلقف هذه الأزمة الجديدة.
وقبيل بدء موسم عيد الميلاد، ترخي المقاطعة الخليجية ظلالها على القطاع السياحي في لبنان وعلى الأسواق أيضاً، فالسياحة الداخلية متآكلة منذ قرابة السنتين، وكان يعوّل على السياح العرب بالرغم من كون العلاقة مع الدول العربية مؤخراً ليست بأفضل أحوالها، لكن المطلوب كان إدخال الــ”فريش دولار” لإنعاش هذا القطاع الذي دخل في غيبوبة.
ولعل “البحصة” التي كان لبنان يسند بها القطاع السياحي ستزال بشكل ينعكس على دمار ما تبقى من الاقتصاد اللبناني، خاصة أن بعض دول الخليج منعت مواطنيها من دخول لبنان.
موقف السفير السعودي وليد البخاري قبل مغادرته للأراضي اللبنانية كان لافتاً، حيث أكد أن الأزمة الدبلوماسية لن تؤثر على الجالية اللبنانية في دول الخليج، لكن هذا المواطن اللبناني البريء من أعمال السلطة وسياستها الغير مدروسة باتت “صورته حمراء” لدى أشقائه العرب بأكملهم.
سنوات عدة يحاول اللبناني البحث عن حياة أفضل من المفروضة عليه في وطن أصبح الموت فيه محتماً، وإذا استطاع الهروب من وطن الذل فتكون أولى وجهاته دول الخليج العربي، وبذلك بإمكانه إنقاذ أفراد أسرته من الجحيم.
لكن اليوم ينصب الغضب الخليجي على كل ما يحمل سمة “لبنان” أو “لبناني”، فلا تصدير واستيراد من لبنان، ولا بريد وحتى لا سياح من الخليج، وبالتالي هذه المقاطعة ستكون بمثابة رصاصة الرحمة التي ستضرب قطاع السياحة في لبنان، أو بالأحرى ما تبقى من الاقتصاد.
ومن هنا فالإفلاس أصبح واقعاً والجوع سينهش كافة فئات المجتمع اللبناني من دون رحمة.
المصدر: سكوبات عالمية – لبنى عويضة