أعلن المدير التنفيذي لـ” فايسبوك” مارك زوكربيرغ أمس الخميس، تغيير علامة شركته التجارية إلى “ميتا” خلال مؤتمر “كونيكت” السنوي لأهداف يبدو أنّها متعددة، على الرغم من أنّ تغيير العلامات التجارية للشركات الكبيرة ليس استثنائياً.
في هذا السياق، كتبت “وول ستريت جورنال” أنّ التغيير يعكس فرص النمو التي تتجاوز منصة الوسائط الاجتماعية التي تحمل الاسم نفسه. وقال زوكربيرغ: “مع مرور الوقت آمل أن تصبح شركتنا شركة ميتافيرس”.
والاسم الرسمي هو “شركة ميتا للمنصات” التي تضم “فايسبوك”، “إنستغرام”، “واتساب” ومنتجات أخرى. وأضاف أنّ شركته انتقلت من “ديسكتوب” إلى “الويب” إلى الهواتف، ومن النص إلى الصور فالفيديو، غير أنّ هذا الأمر ليس نهاية الطريق. “نعتقد أنّ ميتافيرس سيكون خليفة الإنترنت عبر الهاتف المحمول”. وتوقع إنفاق مليارات عدة من الدولارات خلال السنوات المقبلة.
أعلنت الشركة، الاثنين” أنّ “فايسبوك رياليتي لابس”، التي تشمل خدمات ومنتجات الواقعين الافتراضي والمعزّز، أصبحت وحدة تقارير منفصلة وأنّ الإنفاق عليها سيقلل إجمالي الربح التشغيلي لهذه السنة بمقدار 10 مليارات دولار.
إنّ عالم الـ”ميتا” أو “ميتافيرس” (مساحة الواقع الافتراضي التي تسمح للمستخدمين بالتفاعل مع بيئة تنتجها الحواسيب) روّج له زوكربيرغ بشكل متزايد. وهذا يعطيه موضوعاً مريحاً للتركيز عليه في الوقت الذي يواجه “فايسبوك” انتقاداً حاداً من الكونغرس والباحثين والمستخدمين بعدما كشفت “وول ستريت جورنال” في سلسلة مخصصة عن “فايسبوك” أنّ الشركة على بيّنة من أنها مليئة بالعيوب القادرة على التسبب بالضرر. لكنّ زوكربيرغ يقول إنّ هذه الانتقادات ترسم صورة مغلوطة عن شركته. وكان مشرّعون من الكونغرس قد شبّهوا تكتيكات الشركة بتلك التي تستخدمها شركات التبغ.
وقال زوكربيرغ، الخميس، إنّ بعض الأشخاص سيتحدّثون عن أنّ الوقت ليس مناسباً للتركيز على المستقبل، لكنّه أضاف أنه من المهم المضي قدماً حتى لو تم ارتكاب الأخطاء على الطريق. وبحسب الصحيفة نفسها، يبدو أنّ تغيير الاسم هادف إلى تجديد شعار وهوية الشركة وتعزيز أهمية الاسم عبر ربط “فايسبوك” بمختلف العلامات التجارية التي بدأت الشركة باستحواذها خلال السنوات الماضية.
غيّرت شركات أخرى أسماءها عبر العقود لغايات مختلفة. حوّلت “فيليب موريس” اسمها إلى “مجموعة ألتريا” سنة 2003 وسط انتقادات واسعة لشركات التبغ بسبب آثار منتجاتها السلبية على الصحة. قلّصت شركة ” ابل كمبيوتر” اسمها سنة 2007 إلى “آبل” لتعكس نمو منتجاتها الأخرى مثل “آي بودس” و”آي فون”. وأعادت “غوغل” هيكلة نفسها لتأسيس شركة أم باسم “ألفابيت” والتي تضمّ مجموعة من الأعمال الجانبية.
قال زوكربيرغ الخميس إنّه اعتاد أن يحبّ دراسة الكلاسيكيات وإنّ كلمة “ميتا” هي يونانية وتعني “ما وراء”، أي إنّ هنالك دوماً مساحة لبناء المزيد.
في مذكرة للمستثمرين الثلثاء، وصف محلّلون في “بنك أوف أميركا” “ميتافيرس” بأنّه مفهوم مُقنِع “ولديه فرصة معقولة لتبنيه في السوق الشاملة مع دعم قوي من فايسبوك”. لكنّهم حذروا من أنّ النتيجة قد تستغرق سنوات عدة قبل التبلور. وزوكربيرغ اعترف بذلك.
وفايسبوك هو إحدى الشركات المتعددة المرتبطة بأهداف “ميتافيرس” ومن بينها “مايكروسوفت” و”نفيديا” و”يونيتي سوفتوير”. وتعمل الشركة على إدخال اتصالات “ميسنجر” إلى الواقع الافتراضي لتمكين الناس من اكتشاف العوالم الافتراضية والانضمام إلى الألعاب بسرعة أكبر. وهي تعمل أيضاً على تأسيس سوق لمنصة “هورايزن”، بحسب زوكربيرغ.