تساهم العديد من عاداتنا اليومية، ودون أن ندري في رفع مستويات الكوليسترول في الدم، وهو أمر يحمل خطورة كبيرة على حياتنا.
ولتوضيح ذلك، فالكوليسترول هو نوع من الدهون والذي يتواجد في الدم ضمن حدود معينة، ولكن في حال ارتفاع مستوياته، يبدأ بالترسب في جدران الشرايين. ويؤدي تراكمه وترسبه في الشرايين إلى حدوث مشكلة خطيرة تتمثل في ضعف تدفق الدم من خلالها، مما بدوره قد يؤدي إلى الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية وحالات قاتلة أخرى وفقاً لموقع “ميديك فوريوم”.
ويجهل الكثيرون أن عاداتهم اليومية الغذائية تزيد من نسبة الكوليسترول في الدم دون ما دراية. الأمر الذي أوضحته الطبيبة البريطانية ديبوراه لي، مبينة نوع وطبيعة العادات الضارة في حياتنا الروتينية:
يفرط الكثير من الناس بتناول الدهون (أو ما يسمى الشره والحب للدهون). وهنا تذكر الدكتورة أن اتباع نظام غذائي غني بالدهون المشبعة والدهون المتحولة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمستويات الكوليسترول المرتفعة. وتعقب متابعة أنه يجب ألا يأكل الرجال أكثر من 30 جرامًا من الدهون المشبعة يوميًا، ويجب ألا تتناول النساء أكثر من 20 جرامًا. وعن مصادر تواجد الدهون المشبعة ذكرت أنها توجد في الأطعمة المصنعة واللحوم الدهنية، أما بالنسبة لمصادر الدهون المتحولة فهي توجد في السمن، والبسكويت، والكعك، والمخبوزات.
يحب الكثيرون أيضاً تناول الحلويات. والذي من شأنه تعزيز ارتفاع مستويات الكوليسترول، ولذلك تنصح الدكتورة البالغين بعدم تناول أكثر من 30 جرامًا من السكر يوميًا، إضافة للانتباه إلى محتوى الأطعمة من السكر، وخاصة الأطعمة المصنعة والصلصات والمشروبات الغازية، وتنصح بالتقليل منها.
تدخين السجائر يبدو أنه كذلك يرتبط بعلاقة وثيقة بارتفاع الكوليسترول. وعن آلية الضرر الناتج عن السجائر أوضحت دكتور (لي) أنه ينتج عن حرق التبغ مادة الأكرولين، وهي أحد السموم الموجودة في دخان السجائر. وبمجرد دخوله إلى مجرى الدم، يمكن للأكرولين أن يعطل استقلاب الكوليسترول عن طريق تثبيط الإنزيم المسؤول عن الحفاظ على كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة. ونتيجة لذلك يحصل تراكم لهذا النوع من الكوليسترول، المعروف أيضًا باسم الكوليسترول السيء. حيث أظهرت الأرقام والدراسات أن المدخنين أكثر عرضة مرتين إلى أربع مرات للإصابة بنوبة قلبية، مع ارتفاع الكوليسترول مقارنة بغير المدخنين.
وترتبط مستويات الكوليسترول بالضغوط العصبية والتي يعاني منها العديد من الناس. هذه الضغوط عندما تصبح مزمنة، فإنها تحفز بشكل غير ضروري استجابات الجهاز العصبي الودي، والتي عادة ما يتم تنشيطها في أوقات الخطر. وعندما يتم تنشيط النظام، يزداد مستوى هرمونات الأدرينالين والكورتيزول، ولكن في ظروف الإجهاد المستمر يؤدي إلى التهاب مدمر للأوعية.
تحذر الدكتورة لي من مسألة هامة أخرى ألا وهي قلة الحركة. فمن الضروري أن يقضي المرء 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا في ممارسة نشاط بدني معتدل الشدة. وفي حال نقص النشاط البدني عن ذلك هو أمر يفاقم مشكلة ارتفاع الكوليسترول.
حافظ على عدد ساعات نوم كافية، لأنه ووفقًا للأبحاث الطبية، فإن الأشخاص الذين ينامون أقل من سبع ساعات في الليلة لديهم مستويات عالية من الكوليسترول وتركيزات أعلى من الدهون الثلاثية. هذا ويؤدي عادة اتباع نمط حياة مرتبط بقلة النوم إلى تقليل إنتاج هرموني الجوع اللبتين والجريلين، اللذين يؤثران بدورهما على استقلاب الكوليسترول، والنتيجة ارتفاع مستوياته في الدم.
المصدر: سبوتنيك