نشرت مجلة “فورن بوليسي” تقريرا سياسيا للصحافي أوز قاطرجي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، يرى فيه أن لا خيار لدى “حزب الله” في الوقت الحالي سوى التصعيد.
ويقول قاطرجي: “بعد أسبوع من العنف وإراقة الدماء في شوارع بيروت، فشل في تعطيل التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، لم يكن لدى زعيم “حزب الله” حسن نصر الله سوى الترهيب والمبالغات “السخيفة” التي قدمها في خطابه المتلفز مساء الاثنين الماضي”.
ويضيف: “ولكن مع لعب نصرالله جميع أوراقه تقريباً من دون نجاح في إيقاف تحقيق يهدد قلب قوة “حزب الله”، فإن لبنان الذي يعاني بالفعل من الضربات الشديد يدخل في أزمة خطيرة جداً. أطلق نصر الله نفسه على العنف في 14 تشرين الأول، بأنه “مرحلة جديدة خطيرة وحاسمة” للبنان”.
ويتابع: “قُتل أكثر من 200 شخص وجُرح 6500 عندما انفجرت مئات الأطنان من نترات الأمونيوم المخزنة في مرفأ بيروت في 4 آب 2020. دمر الانفجار أجزاء كبيرة من بيروت، ما أدى إلى تفاقم أزمة اقتصادية كارثية بالفعل.
بعد أكثر من عام، لم تتم إدانة أي مسؤول بأي جرائم متعلقة بالانفجار على الرغم من وجود أدلة مهمة على الفساد والإهمال الجنائي”.
ويرى قاطرجي أن “انفجار المرفأ يختبر حدود حصانة “حزب الله”. القوة العسكرية الهائلة للحزب لا مثيل لها في لبنان، وفي الواقع في معظم أنحاء الشرق الأوسط”، مشيرا الى أن “”حزب الله” وعلى الرغم من هيمنته العسكرية والسياسية على لبنان، لا يملك القدرة ولا الإرادة لإنقاذ اقتصاد البلاد أو إنهاء الفساد المستشري الذي يستفيد منه الحزب شخصياً”.
ويضيف: “أدين عناصر من “حزب الله” مؤخراً بتهمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وهو حكم لم يصدم أحداً ولم يغير شيئًا سياسيًا في البلاد. لا يزال “حزب الله” يحافظ على هيمنته على لبنان، التي تحققت من خلال الاغتيال والترهيب والعنف المسلح، وجنبا الى جنب مع حركة “أمل” المتحالفة معه يسيطر على الطائفة الشيعية في لبنان”.
ويتابع قاطرجي: “ظهر القاضي طارق بيطار كقائد يسعى الى تحقيق العدالة في موضوع إنفجار المرفأ. استأنف طارق بيطار، القاضي المكلف بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت والرجل الذي كان محور الاشتباكات في الشارع، تحقيقه يوم الثلاثاء، على الرغم من المحاولات العديدة لنصر الله وحلفائه لوقف المحكمة. كل تهديدات نصر الله ومكائده السياسية فشلت حتى الآن في تعطيل التحقيق، وهو ما يفسر سبب تفضيل حركة “أمل” و”حزب الله” للتصعيد العنيف”.
هذا ويلفت قاطرجي الى ان “بعض تفاصيل الاشتباكات ما زالت تظهر. في أسوأ أعمال عنف في الشوارع في لبنان منذ 13 عاماً، أظهرت لقطات فيديو أن الاحتجاج الذي خطط له “حزب الله” وحركة “امل”، انحدر إلى العنف الطائفي”.
ويعتقد قاطرجي أن “بيطار، وبإصداره أوامر استدعاء لكبار حلفاء “حزب الله”، يختبر حدود الدولة اللبنانية الموجودة فقط تحت رحمة المنظمات المسلحة منذ عقود”.
ويقول: “لقد دفع عمل بيطار “حزب الله” إلى موقف غير مريح، كما أن أسلوب “حزب الله”في التصعيد الطائفي لم يحقق شيئاً يذكر لتخفيف الضغط. في حين أن إراقة الدماء في شوارع بيروت كانت لمحة مرعبة لما يمكن أن يحمله المستقبل للبنان إذا أغرقت هذه الميليشيات البلاد في حرب أهلية أخرى، فإن اندلاع العنف هذا لا يزال مصدر قلق البلاد الأكبر”.
ويضيف: “خطب نصرالله والتخريب السياسي والتعنت البرلماني فشلوا في عزل بيطار. وفشل إرسال القاتلين المسلحين إلى شوارع بيروت في وقف التحقيق. الوضع الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للبنان الآن هو أن “حزب الله” قد حشر نفسه في الزاوية ولم يبق لديه سوى الخيارات الأكثر تطرفاً”.
ويضيف: “هناك سوابق وحشية هنا. اغتال “حزب الله” الحريري ثم قتل ضباط المخابرات الذين يقودون تحقيق الحريري. في لبنان، هناك دائما مجال لمزيد من العنف، ويعبر اللبنانيون عن قلقهم من أن العنف هو الورقة الوحيدة المتبقية في أيدي من هم في السلطة”.
ويختم قاطرجي داعيا “المجتمع الدولي الى حماية حياة بيطار بأي ثمن”.
بس ما نرجع ننتخب هني ذاتى يلي وصلونا لهون