كتبت لبنى عويضة في “سكوبات عالمية“:
في ظل العتمة التي تخيم على لبنان، بدأت بارقة أمل تشع نوراً، حيث أن أبناء هذا الوطن المهمّش لا يستسلموا ولا يقفوا مكتوفي الأيدي، لا بل أن الصراع والشغف هو المحرك الأساسي لهم.
فقد أطل علينا مؤخراً نادي “كن” الثقافي، وهو مبادرة من شباب عاشوا اسى هذا الوطن لكنهم نفضوا الغبار عنهم وأرادوا احداث انقلاب على الواقع المرير، وفي التفاتة جميلة ولدت فكرة “كن”، حيث اجتمع أبناء الوطن بداية على حبهم للغتهم الأم أي اللغة العربية، وكان هدفهم الرئيس بناء جيل جديد مثقف ومهتم بالكتاب، فهذا الأخير بدأ دوره يتلاشى بظل الثورة التكنولوجية، لكن أولئك الشباب اتحدوا وبدأ نضالهم من أجل انتشال الكتاب من الدرك الأسفل الذي أوصله إليه جيل الانترنت، وإعادته لمكانه الجوهري ليساعد ببناء مجتمع بأكمله.
صحيح أن الثقافة اليوم توضع بين فكي كماشة جنون أسعار الدولار والمرتبط بسعر الكتب، وبين سطوة وسائل التواصل الاجتماعي المسيطرة على أذهان جميع فئات المجتمع، إلا أن نادي “كن” تحدى كل هذه العوامل وجمع بين طياته شباب من كافة الأعمار، إذ صودف وجود براعم لم تتجاوز اعمارهم 16 عاماً، إضافة إلى كتّاب ومثقفين، ولم يقف النادي عند هذه النقاط، لا بل أخذ بالانتشار في العديد من الدول العربية وانضم إليه أعضاء من عدة دول وجنسيات مختلفة، وبالتالي أصبح نادي “كن” عابر للقارات.
ويسعى أعضاء نادي “كن” خلال لقاءاتهم لتسليط الضوء على تجربة الكتابة وأهمية القراءة والكتب في حياتنا اليومية، وضرورة تحدي أي مأزق يرافق الإنسان أو أن يقف بوجهه، لا بل عليه خلع عباءة الظروف والانتفاضة على واقعه حتى لو كان مأساوياً، والسعي لمساعدة الآخر وتطوير الذات عبر تثقيف النفس.
نادي “كن” هو نموذج للمواطن العربي الشغوف والمحب للإطلاع، والذي سيعمل على تحسين واقعه والدفع بخبرة كل فرد من أعضائه ليكون قيمة مضافة ومثال يحتذى به، والأهم هو إعادة اللغة العربية إلى الواجهة بعد أن بدأت تفقد قيمتها، وإعادة التركيز على اللغة الأم.