السبت, نوفمبر 23, 2024
الرئيسيةأخبار لبنان اليوم"العشق الممنوع" بين "القوات اللبنانية" و"حزب الله "...هذا سبب الخلاف

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

“العشق الممنوع” بين “القوات اللبنانية” و”حزب الله “…هذا سبب الخلاف

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الى قناتنا على التلغرام

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

يطّل اليوم رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع ليردّ على الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، الذي سيطّل بدوره غدًا الجمعة، ليردّ على الردّ، فيما البلاد غارقة في مستنقع الأزمات المعيشية التي تتوالد كل يوم وتتكاثر، وكأن ثمة قرارًا في مكان ما لتعطيل عمل الحكومة، التي كانت قد بدأت تتلمس طريقها لإيجاد ما هو مناسب من حلول ممكنة لأزمات عمرها أكثر من أجيال.

ولأن البلاد والعباد في مكان والأحزاب السياسية في مكان آخر، على رغم خطورة الخلاف الجديد – القديم بين شريحيتن واسعتين من اللبنانيين، فإن ما حصل يوم الخميس الماضي في الطيونة، مع ما تضمّنته هذه الحوادث من إستحضار لأجواء حرب أهلية جديدة، من شأنه أن يطيح بكل الجهود المبذولة لإعادة وضع لبنان على طاولة الإهتمام الدولي وضرورة مدّ يد المساعدة له لإخراجه من عمق الحفرة السحيقة.

المشكلة الأساسية في البلاد والتي أدّت إلى تراكم الأزمات المعيشية هي مشكلة سياسية في الأساس ويتفرّع منها مشاكل وجودية أخرى كالاعتراف مثلًا بالوجود السياسي “للآخر” من دون تخوينه أو إخضاعه بين الفينة والأخرى لفحص دم الإنتماء الوطني الصافي. وهذا الجو لا يندرج حكماً في إطار إمكانية التحالف بين “الآخر” الأول مع “الآخر الثاني، خصوصاً عندما تكون التناقضات التاريخية بينهما عميقة ومتواصلة ومؤثرّة، وترتبط أيضاً ببرامج سياسية تمتدّ من “الداخلي” إلى “الإقليمي” مروراً بالصراع العربي ـ الإسرائيلي، وصولاً إلى الاصطفافات الدولية ناهيك عن الإيديولوجيات المتصارعة.

فحال “حزب الله” وحزب “القوات اللبنانية” مشابه تمامًا لهذا الوصف. وهذا الخلاف بينهما لا علاقة له أبداً بالانتماء الديني. لذلك فإنّ مجرد ترك هذا الصراع بين الطرفين من دون معالجات على مستوى الوطن ككل لا يعني بالضرورة إلغاءه، بل ربما قد يزيده تأزيماً، لأن ثمة تناقضاً بينهما في الأبعاد الإيديولوجية، وإن كانا متفقين على أمر واحد، بعد مخاض عسير، على أن إسرائيل هي عدّوة لبنان الأولى من حيث التوصيف، مع إختلاف في التوجهّات عن التعبير العلني عنها.
فمعاداة إسرائيل بالنسبة إلى “حزب الله” تكون بمواجهته عسكريًا تحت “معادلة توازن الرعب”، وهو يعتبر أنه يقوم بهذا الدور على أكمل وجه دفاعًا عن كل لبنان وجميع اللبنانيين، وقد سقط له في هذه المواجهات أكثر من شهيد على مرّ السنوات. فهذه المعادلة كرّست في رأيه واقعًا جديدًا على الأرض وفرضت على العدو الإسرائيلي أنماطًا جديدة في طريقة التعاطي مع المقاومة.

أما “القوات اللبنانية”، ومعها شريحة واسعة من اللبنانيين، فتعتبر أن “قرار السلم والحرب” يجب أن يكون محصورًا بيد الدولة اللبنانية الكاملة السيادة، وأن مهمة الدفاع عن السيادة اللبنانية يجب أن يتولاها الجيش اللبناني دون غيره، وألا يكون على الأراضي اللبنانية سلاح غير السلاح اللبناني الشرعي، مع العلم أن وزراءها كانوا يتحفظّون دائمًا على معادلة “الشعب والجيش والمقاومة” التي كانت ترد في البيانات، ولو بصيغ إنشائية مختلفة.
ومنذ أن كانت طاولات الحوار التي كان الرئيس نبيه بري أول من دعا إليها، ومن بعده الرئيس ميشال سليمان، فإنها لم تتوصّل إلى أي نتيجة بالنسبة إلى “الإستراتيجية الدفاعية”، وبقي هذا النقاش غير المباشر حول هذه النقطة بالذات قائمًا حتى الساعة.

هناك تباين إضافي على مستوى العلاقة مع سوريا، فـ”حزب الله” يرى في الدولة السورية حصناً مجاهداً ضدّ الإرهاب وإسرائيل. ولا ينسى وقفات الرئيس بشار الأسد إلى جانب المقاومة في 2000 و2006 في وجه الغزو الإسرائيلي. ويعرف أنّ سقوط سوريا يستتبع حكماً سقوط لبنان والمشرق العربي بأسره. لذلك تقوم عقيدته على الدفاع عن الدولة السورية من أجل سوريا ولبنان. ولولا وجوده في أعالي البقاع لكان التكفيريون قتلوا المسيحيين والمسلمين في قراهم عند الحدود السورية في البقاع الشمالي من دون أن يسأل عنهم أحد.

وفي هذه النظرة بالذات ترى “القوات اللبنانية”، على خلاف “حزب الله”، أن سوريا هي وراء الأزمات المتتالية في لبنان منذ الإستقلال حتى اليوم، وبالأخص عندما دخل الجيش السوري في عداد قوات الردع العربية، إلى حين خروجها من لبنان على أثر إغتيال الرئيس رفيق الحريري العام 2005.

ولا تنسى “القوات” أن تذكّر في كل مرّة يُطرح موضوع عودة العلاقات اللبنانية – السورية إلى ما قبل الربيع العربي بأن النزوح السوري غير المنظّم على مختلف الأراضي اللبنانية هو من بين العوامل الرئيسية المؤثرّة في عملية التدهور الإقتصادي اللبناني، وهي تعارض بالطبع “تطبيع” العلاقات اللبنانية – السورية خارج إطار الإجماع العربي.

هذه النقاط هي جزء صغير من أزمة كبيرة تجعل الحوار بين “القوات” و”حزب الله” مستحيلًا، ويبقى السجال على أكثر من نقطة مفتوحًا على مصراعيه.
المصدر: لبنان 24

من ناحية أخرى، قد يقول البعض إن هذه النظرية، التي سوف تطّلعون عليها في سياق البحث عن مخرج ما لأزمة بهذا المستوى من التعقيد والخطورة، غير واقعية وغير منطقية وغير قابلة للحياة، وهي تجافي الحقيقة التي تجّلت أو تكاد بعد أحداث الطيونة، وما نجم عنها من مفاعيل سياسية قد لا تقّل مأسوية عن سقوط دماء في ساحات غير ساحاتها، وبعد كلام الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، وإتهامه رئيس حزب “القوات اللبنانية”، من دون أن يلفظ إسمه، بـ”المجرم والسفاح والقاتل

النظرية تقول، وهي كانت مطروحة حتى قبل يوم الخميس، الذي نعتبره أشدّ سوادًا مما سبقه من أيام سود عاشها اللبنانيون بكل مآسيها على فترات متقطّعة، إن الأزمة المستجدّة والمتفاقمة هي بين طرفين يمكن إعتبارهما الأكثر راديكالية في كلا الفريقين السياسيين المتناقضين في التوجهات والخيارات والنظرة إلى القضايا المطروحة على بساط البحث، وهما “حزب الله” من جهة، و”القوات اللبنانية” من جهة ثانية،على رغم إصرار الأخيرة على أن لا علاقة لها بما حصل في الطيونة، وهذا ما قاله الدكتور سمير جعجع لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون عندما إتصل به بعد قطيعة ثلاث سنوات بين الرجلين.

فهذان الفريقان اللذان يقفان على متناقضات متحرّكة يُعتبران الأقوى شعبيًا في بيئتيهما، بغض النظر عن شعبية “التيار الوطني الحر” مسيحيًا، والتي يبدو أنها في تراجع مستمرّ، وهما يعبّران عن حالات متنافرة في التوجهات وفي الأهداف والإستراتيجيات. وهذا ما تكّشف في اليومين الأخيرين اللذين تليا أحداث الطيونة، التي لا تزال التحقيقات جارية لكشف خفاياها وحقائقها، إذ بلغ التوتر السياسي بين “حزب الله” و”القوات” درجة عالية من التشنج، مع تبادل مباشر للإتهامات التي تخطّت السقف المعتاد، والذي كان الجميع يحرص على إبقائه تحت السيطرة على رغم كل الظروف الصعبة، التي كانت تمايز مواقف كل من الطرفين.

فهذه العلاقة المتوترة، وإلى حين جلاء حقيقة ما جرى في “الخميس الأسود”، تؤكد بما لا يقبل الشك أن ثمة مشكلة رئيسية وأساسية في العلاقة المباشرة وغير المباشرة بين مكونين لبنانيين لهما جمهور عريض يؤيّد طروحاتهما، ولهما تمثيل وازن في الحياة السياسية، على نقيضيهما، من خلال المجلس النيابي نتيجة إنتخابات نيابية أجريت على أساس القانون الإنتخابي نفسه، الذي عبرّ من خلاله كل طرف عن قناعاته، وعمل جاهدًا على إيصال ممثليه إلى الندوة البرلمانية، التي يُفترض أن تكون المكان المناسب أكثر من غيره للتعبير عن هواجس هذه الفئة أو تلك، وذلك توصلًا، من خلال الحوار العقلاني والبنّاء، إلى تقريب المسافات بين اللبنانيين، الذين لا تزال تجمعهم قواسم مشتركة كثيرة فالحوار يكون عادة بين مختلفين. وليس على الساحة اللبنانية أكثر من “حزب الله” و”القوات اللبنانية” خلافًا على أكثر من خيار، وإن فرضت الظروف في وقت من الأوقات أن تتلاقى نظرتهما في بعض الملفات، خصوصًا عندما كانت “القوات” مشاركة في الحكومات السابقة.

فلو كان هذان الفريقان متفقين فما كان للحوار جدوى. أما أن يكونا مختلفين، وهو أمر طبيعي في العمل الديمقراطي، فالحوار ضرورة لا بدّ منها، ما دام الطرفان يقرّان بحتمية العيش معًا في وطن واحد وتحت سقف واحد، وفي ظل قانون واحد.

إنطلاقًا من هنا، وبدلًا من أن يكون يوم الخميس في 14 تشرين الأول من العام 2021 يوم إفتراق وطلاق، من المفيد جدًّا أن تبرد الرؤوس الحامية، على رغم قناعة الجميع بأن الخطابات السياسية المرتفعة السقوف من هذه الجهة أو تلك، وآخرها كلام السيد حسن نصرالله، تفرضها الظروف الآنية، وهي تصبّ في خانة “تثمير الشعبوية” وإمتصاص النقمة الشعبية.

لا بدّ في نهاية الأمر، وبعد أن تتبلور الحقائق وتنكشف كل الملابسات، أن يعمل أصحاب العقول الراجحة من كلا الطرفين، على إيجاد أرضية صالحة لفتح حوار جدّي وعقلاني بين “القوات” والحزب، بعيدًا عن التشنجات المتقابلة، وعلى أسس واضحة لا لبس فيها، على أن تُطرح فيها كل الهواجس مرّة واحدة وأخيرة، والا يخرج المتحاورون إلا وهما متفقين إما على إكمال الطريق معًا على أساسات جديدة، وإمّا الإفتراق بالمعروف

أمّا أن تبقى الأمور معلقة كما هي الحال اليوم فإن مصير الوطن يبقى على كفّ عفريت. وهي حال لا يمكن أن تدوم، وهي لا يمكن الإعتداد بها لبناء وطن المستقبل، وطن التطور والعلم والإزدهار والرقّي.

الفريقان حتى الآن يصرّان على أن هذا النوع من الحوارات هو من رابع المستحيلات، على رغم قناعاتنا بأن لا شيء مستحيلًا تحت الشمس، وبالأخص في السياسة، إذ لا عداوات دائمة ولا خصومات أبدية.

السيد نصرالله قال كل ما عنده، وحتمًا سيأتيه الردّ من معراب بالمباشر. ولكن لا هذا النوع من الكلام ولا ذاك الردّ يبنيان وطنًا.

المصدر: لبنان 24

Ads Here




مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة