من منا لم يستمع إلى خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي أشعل الشارع اللبناني بأكمله؟
فالسيد الذي كرّس أكثر من 70% من خطابه للهجوم على حزب القوات اللبنانيّة ورئيسه، لم يلفظ إسم “سمير جعجع” طوال كلمته الإعلاميّة التى دامت حوالي الساعتين،
بل لجأ إلى مخاطبة الدكتور جعجع بطريقة مباشرة من دون حتى ذكر إسمه على لسانه. وفي كل مرة وجّه له الكلام، وجد السيّد بحنكته الخطابيّة طريقة مختلفة لندائه.
وفي تقريرٍ أعدّه “سبوت شوت” سابقاً، نلاحظ ان السيد نصرالله إستخدم أكثر من 80 مرة عبارة “رئيس حزب القوات اللبنانيّة”، للدلالة على سمير جعجع.
ما طرح علامات إستفهام عند المتابعين للخطاب: هل هذا عن قصد؟ ما الهدف وراء ذلك؟ وأي سياسة خطابيّة إعتمد السيّد لتلاوة خطابه؟
يُجاوب علم النفس على هذه الأسئلة، ويؤكّد أن هذا الأسلوب في الكلام أي عدم لفظ إسم “سمير جعجع” لا يتعلّق بالتجاهل أبداً، فلو أراد السيد نصرالله تجاهل جعجع لم يكن ليخرج على الإعلام ويتحدّث ساعتين عن حزب القوات اللبنانية ويوجّه له الكلام، بل إنها طريقة مباشرة للتقليل من قيمة سمير جعجع كإسم وتحجيمه. فالسيّد لم يعطِ القوة لجعجع كفرد بل لحزبه وحلفائه. وكأنه أراد أن يقول: “سمير جعجع منّي أريك”!.
ومن جهةٍ أخرى، تفسير هذا الأسلوب من الناحية الخطابية والبلاغيّة يؤكّد حجم المشكلة التي يمتلكها السيد حسن نصرالله مع إسم سمير جعجع، وكميّة الإلتفاف حول هذا الشخص من دون ذكر أو لفظ إسمه، يثبّت فرضيّة الحساسيّة التي تُخلق عند ذكر إسم الحكيم.
إذاً، فالتجاهل عمداً خير دليل إعترف فيه نصرالله، عن غير قصد، بقوّة إسم وشخص سمير جعجع.
في المحصّلة، سواء كان أسلوب نصرالله إستخفافاً بالدكتور جعجع أو يقينه بقوّة هذا القائد، يبقى التعليق لكم! كيف تفسّرون هذا؟
المصدر سبوت شوت