بقلم كبريال مراد – mtv:
يترقّب كثيرون اطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء اليوم. وتكتسب كلمته أهمية إضافية عقب أحداث الخميس الماضي عند مثلث الطيونة-بدارو-عين الرمانة.
أحسن السيد الفعل بتأخير الكلام، علّ النفوس تهدأ، والرصاص الكلامي يستبدل بلغة العقل والروية. خصوصاً أن حرب البيانات والردود التي شهدناها على أكثر من محور، تزيد الاحتقان احتقاناً.
ما جرى الخميس، ويجب الا يتكرر، بات في عهدة الأجهزة القضائية والأمنية، وقد برهن أن التجييش والتصعيد يؤديان الى ما لا تحمد عقباه، وأن “الملق يمكن أن يفلت” عند اعتماد لغة الشارع لتوجيه الرسائل.
فالناس “دمها فاير”، وخطوط التماس التي رفعت من الشارع، لم تُزَل من النفوس، لأن لا مصارحة ومصالحة فعلية حصلت، ولأن تراكمات الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية فعلت فعلها، وبات للصبر حدود عند كثير من اللبنانيين، لأي فئة انتموا.
بناء عليه، يتطلّع كثيرون الى السيد حسن “ليطفيها” مساء اليوم، بما له من حضور وتأثير يجعل الناس تستمع اليه وتتأثر به وتتفاعل معه.
فالأكيد أن حزب الله سمع أصوات الناس في شارعه وخارجه، ويفترض به أن يكون قد أيقن أن “هيك مش ماشي الحال”، وأن إعادة قراءة مطلوبة لدى الحزب بقدر ما هي مطلوبة لدى حلفائه أو خصومه. فلا فائض القوة يبني بلداً يعاني ما يعانيه، ولا استعادة مشاهد الماضي وعراضاته، تحافظ على الجمهورية المريضة.
في الساعات الماضية، شهدنا بيانات وتصريحات وتغريدات من هذه الجهة أو تلك تحاكي شدّ العصب وكأن الانتخابات غداً.
فحبذا لو لا يحذو سماحة السيد حذوها باطلالة اليوم. فالفتنة تحت الرماد، والشجاعة تتطلب من يلعب دور الإطفائي الحكيم.