حتى ساعات متأخرة من مساء امس، استمرت اتصالات التهدئة الميدانية والتي نجحت في منع تفلت الاشتباك المسلح الذي تبع اطلاق النار على المتظاهرين المتجهين الى قصر العدل للاعتراض على قرارات القاضي طارق البيطار.تقول مصادر مطلعة قريبة من “حزب الله” ان ما حصل امس كان كمينا مدبرا، وان الهدف منه مشابه للهدف المرسوم في كمين خلدة الذي حصل قبل اسابيع، اي توريط “حزب الله” في اشتباك اهلي داخلي لا ينتهي.
وترى المصادر ان إدخال الحزب في حرب اهلية واستنزافه بات هدفا مشخصا لدى قيادته منذ تظاهرة السادس من حزيران العام ٢٠٢٠، اذ كان متوقعا حصول احداث متفرقة لجر الحزب للرد في الداخل.
وتعتبر المصادر ان تشخيص الحزب للحدث امس، دفعه الى الابتعاد عن واجهة الاشتباك المباشرة، حيث تصدرت حركة امل للمعركة او المناوشات، علما ان كثر يحملون الحزب مسؤولية ما حصل لمجرد انه قرر الذهاب بعيدا في حراكه الشعبي ضد القاضي البيطار في قضية حساسة مثل انفجار المرفأ.
وترى المصادر الى ان الحزب ينظر للاشكال بإعتباره اشتباكا سياسيا مباشرا مع الاميركيين من اجل رسم قواعد اشتباك جديدة وتحديد توازنات القوة في الداخل اللبناني، وعليه فإن حسابات الربح والخسارة تبدو اكثر تعقيدا من حسابات الاشتباك في خلدة…
في المقابل هناك وجهة نظر معارضة تعتبر ان “حزب الله”، سواء تدخل في الاشتباك او لم يتدخل، خسر من رصيده الشعبي او اقله راكم على خسارته السابقة في الشارع المسيحي، حيث استطاعت “القوات اللبنانية”شد العصب بشكل واضح في حين وضع الحزب نفسه في مواجهة القاضي البيطار.
بحسب هذه النظرية فإن الحزب اصاب حلفاءه في الشارع المسيحي بشكل كبير في اطار مواجهته مع الاميركيين، وعليه يمكن ان تكون خسائره في هذه المعركة اكبر من الخسائر التي يحاول تجنبها عبر الانتخابات.