“بتجي الكهرباء بيجي الانترنت والارسال، بتنقطع الكهرباء بح انترنت”، هو حال ابناء النبطية هذه الايام الذين يواجهون أزمة إنترنت متفاقمة، فالخدمة رديئة جداً سواء لجهة “اوجيرو” أو لجهة “MTC” و “ALFA”، وبدأ الجميع يتذمّر من غياب الخدمة لساعات طويلة وإرتباط حضورها بالتيار الكهربائي، الامر الذي يشلّ حركة الناس ويعطّلها ويعيق التبادل العلمي والتجاري عبر الفضاء الافتراضي. كل ذلك يحصل ولم يصدر اي بيان او تعليق عن المعنيين لتعليل الأسباب الموجبة للقطع والتقنين.
نعم، الانترنت يخضع في منطقة النبطية لتقنين قاس، مثله مثل الكهرباء والبنزين والمازوت وكل شيء، وبات أبطأ من السلحفاة مع حضوره، الامر الذي يهدّد ليس فقط التعليم online، بل ايضاً كل الحياة.
يشكو سكان اهالي عبا كما حاروف والدوير والنبطية وكفررمان وغيرها من سوء انتظام شبكة الانترنت، فالشبكات تكاد تكون مقطوعة بالكامل ولساعات طويلة. تناشد زينب عبر صفحتها الافتراضية المعنيين لإيجاد حل، فهي تقدم دراستها الاكاديمية عبر الانترنت وتعمل online أيضاً ما يهدّد لقمة عيشها. بحسب قولها “المعنيون يحاولون حصارنا وإطباق الخناق علينا، حتى نشعر وكأننا في زريبة ممنوع الدخول والخروج”، كان الانترنت برأيها “فشة خلقها” ومفتاحها للانفتاح على العالم الخارجي، لكن هذه الايام صار”إنت وحظك”، وتحتاج للتجوال بين القرى لالتقاط الاشارة، فداخل المنازل تختفي، حتى في الطرقات تكاد تكون معدومة.
الكل يسأل عن السبب، لماذا الخدمة تعيسة، ولماذا لم تنفرج على خط الانترنت طالما المازوت الذي كان العقدة بات متوفراً؟ فهل الازمة مقصودة أم فعلاً لا يتوفر مازوت؟ والسؤال الأبرز الذي يتناقله الناس: لماذا لم تعتمد الشركات على الطاقة الشمسية؟ الم تكن لتتفادى هذه المشكلة؟
وفق مصادر شركة “الفا” في النبطية، المشكلة تتمحور حول نقطتين: الاولى المازوت والثانية الكهرباء، وحين تخرج المحطة عن الخدمة تحتاج الى عدة ايام لتعود مجدداً، والمحطات تتهاوى الواحدة تلو الأخرى بسبب نقص المازوت ما انعكس فقداناً للخدمة في الكثير من القرى وبطئها في العديد منها.
تقول فاطمة وعلى سطح منزلها محطة ارسال لشركة MTC “إن الشركة تتأخر في تزويد المولدات بالمازوت، ما يؤدي الى خروجها عن الخدمة لأيام قبل ان تعاود ضخّها به، والامر شبه مقصود كنوع من ضغط غير مباشر لرفع تعرفة خدمة الـ MTC و ALFA.
هل الانترنت دخل بازار المزايدات لرفع الدعم عنه أيضاً، وهل انفصال الشبكات عن الخدمة وانقطاعها عن الناس هو جزء من الضغط لدفع الحكومة لرفع التعرفة ام ان المشكلة ترتبط بالمازوت فقط؟
إنفجرت أزمة الانترنت مجدداً في منطقة النبطية، اذ ظن الاهالي انه مع تحسن التغذية بالتيار الكهربائي والاشتراك وتوفر المازوت ستتوفر الخدمة كالسابق، غير أن في لبنان لا شيء يعود لحاله، بل يزداد سوءاً وهذا حال الانترنت في المنطقة وقد دخل في مرحلة العناية المشددة واحياناً الكوما في عدد كبير من القرى التي باتت خارج التغطية، ما أثار حفيظة الاهالي ويسألون عن السبب، فآخر فسحة للراحة والتنفيس عن أزماتهم إختفت، وبات الولوج الى العالم الافتراضي امراً شبه مستحيل لساعات طويلة، ما ادى الى تعطل اعمال كثر سواء اعلاميين او اداريين، وحتى الطلاب يعانون كثيراً مع الخدمة سيما وأن الجامعات بمعظمها فضّلت التعليم online هذه الفترة، ما وضع الطلاب في مأزق كبير بين غياب الكهرباء وانقطاع الانترنت وبينهما اي تعليم متوقّع في لبنان، والامر نفسه يسري على الطلاب الذين سيخضعون للتعليم يوم الجمعة online في مختلف المدارس الرسمية، فكيف سيتم التعليم في ظل انترنت سيئ للغاية، فالسلحفاة اسرع منه.
عملياً دخلنا العصر الحجري مع فارق بسيط أنه مصور، فكل ما حولنا ينذر بكارثة، بل جرت “دولرته” بإستثناء خدمات الانترنت. فهل الضغط لتجري دولرتها سيما وأن حديثاً سرى عن ضغط تمارسه الشركتان لرفع التعرفة. فهل يخسر المواطن آخر خدماته الرخيصة ليعود له الانترنت؟