حقق مسلسل الحبّار نجاحاً غير متوقع حيث أصبح المسلسل الكوري الأعلى مشاهدة في كل من الولايات المتحدة وإنجلترا وكثير من البلاد في شتى أنحاء العالم، والأهم أن هذا النجاح غير المعقول لم يحقق عبر حملات دعاية واسعة قامت بها منصة نيتفليكس ، بل إن المنصة أهملت المسلسل إلى حد كبير.
إذ انتشر بين المشاهدين بفضل الدعاية التي قاموا بها بأنفسهم بصورة مباشرة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليصل حتى إلى الشرق الأوسط ويتصدر قائمة المشاهدات في العديد من البلاد العربية.
تدور أحداث مسلسل “لعبة الحبار” في كوريا الجنوبية، حيث تبدأ القصة برجل متوسط العمر، غارق في الديون، ويعيش تحت خط الفقر مع والدته، بعدما فقد عمله في إحدى الشركات الكبيرة نتيجة للتقلبات الاقتصادية الدائمة الحدوث في كوريا، وينفصل نتيجة ذلك عن زوجته وابنته.
يقضي أيامه البائسة في محاولة الحصول على أي مبلغ من النقود ليقامر به علّه يحقق الثراء السريع الذي ينقذ عائلته، ولكن بدلا من ذلك لا يقابل سوى المشاكل والدائنين، وبالمصادفة يتعرف على رجل يلعب معه لعبة أطفال لكن على مبلغ كبير من المال، ثم يدعوه إلى ما يمكن أن يعدّه فرصة العمر، وتضغط عليه ظروفه القاسية حتى يقبل هذه المغامرة التي تقلب حياته رأسا على عقب.
يجد بطل مسلسل “لعبة الحبار” نفسه أحد أبطال لعبة عملاقة غامضة، حيث يصبح آخر أفراد مجموعة من البائسين المدينين الذين قد يقبلون القيام بأي شيء فقط من أجل الفوز في هذه اللعبة المميتة، والحصول على ما يكفي من المال لإنهاء مشاكلهم، ويصبح عليه خوض العديد من المغامرات المرعبة لينجو بحياته ومستقبله.
و على عكس معظم الأفلام، حيث تكون الشخصيّات والعناصر الغريبة عبارة عن مؤثّرات بصرية يتم تعديلها عبر تطبيقات معيّنة على الحاسوب، فالمؤثرات الموجودة في مسلسل “لعبة الحبّار”، هي حقيقيّة صُمّمت وبنيت خصيصًا لهذا المسلسل، ومن بينها الفتاة الروبوت.
ومن العناصر التي لفتت الانتباه في المسلسل، السلالم الملوّنة التي تبرز في أحد المشاهد، هي نفسها للوحة شهيرة للمثّل الهولنديّ موريتس إيشر التي تعكس العالم الذي تنطبق عليه قوانين الجاذبيّة، تمامًا كما عالم الألعاب الذي يختلف عن الواقع.
كما تشبه هذه الممرات في تصميمها و ألوانها الملفتة مبنى La Muralla Roja الذي يقع في إسبانيا و بني في التسعينات من القرن الماضي.
وهذا المسلسل الذي من المفترض ان يكون فيلماً، أعاد المخرج كتابته بسبب الأحداث والتفاصيل الموجودة فيه و قرر تحويله الى مسلسل.
وقد أنهى مؤلّف المسلسل هوانغ دون هيونغ ومخرجه، كتابته في العام 2009، أي قبل 10 سنوات ولم يجري العمل به بسبب رفضه من قبل المنتجين نظرا لغرابة قصته. وتم الإعلان عنه في العام 2019 حين كان من المقرّر عرضه، إلّا أنّ جائحة كورونا تسبّبت بتأجيله إلى العام الحالي.