من هنا بدأت القوى السياسية اهتمامها المبكر بهذه الدائرة وبالتحالفات داخلها، في محاولة لتحقيق انتصار فيها او اقله المحافظة على توزيع القوى الحالية من دون اي تغيير او خسارة.
لكن مفاجأة زحلة كانت، وبحسب احصاءات احدى الاحزاب السياسية الرئيسية في الدائرة، في ارتفاع نسبة التأييد للمجتمع المدني ولقوى الثورة يين مختلف الفئات العمرية والمذهبية، ما يعني ان الاحزاب امام تحدي اعادة شد عصبها.
وبحسب مصادر مطلعة فإن الاعتماد الاساسي سيكون على التحالفات، اذ ان اظهار قدرة ما على الانتصار سيضعف قدرة المجتمع المدني على الحشد والتصويت، وسيعطي حافزا لجماهير الاحزاب والاهم انه سيعطي لهذا الفريق السياسي افضلية على خصمه.
يعرف “التيار الوطني الحر” حجمه جيدا في الدائرة ويدرك جيدا انه غير قادر على الوصول الى حاصل انتخابي واحد من دون تحالف جدي مع حزب سياسي لديه قدرة شعبية جيدة، لذلك فإن التحالف مع حزب الله بات محسوما.
بدورها تعرضت “القوات اللبنانية” لانتكاسات متعددة في الدائرة اولها ازمة الاخوين صقر والثانية استقالة النائب سيزار معلوف، لكن وبالرغم من ذلك فهي لا تزال اكثر قدرة على الحشد من “التيار” ويمكنها الوصول الى الحاصل الاول والمحاربة من اجل الحصول على الحاصل الثاني.
اما حزب الكتائب، فينطلق من قدرة واسعة على التحالف مع المجتمع المدني والاستفادة من خسائر خصومه في الشارع المسيحي، ليكون حاضرا في الدائرة نيابيا. يعمل الكتائب على اكمال مساره الذي بدأه في دوائر جبل لبنان، ويصر على عدم التحالف مع القوى السياسية. لدى الكتائب “بلوك” اصوات لا يستهان به في الدائرة لكنه تعرض لنكسات تنظيمية في السنوات الماضية، ويجهد لتفعيل زخم الاصوات الكتائبية الى نصابها.
وتؤكد المصادر ان القوى السياسية تسعى لبناء تحالفات واسعة وهذا ما يعمل عليه حزب الله بشكل جدي وقوي لانقاذ “التيار الوطني الحر” والاكثرية النيابية ولعل السبيل الوحيد هو التواصل مع الزعامات الكاثوليكية التي تعتبر قوى وازنة في الدائرة.
اما “القوات” فلديها توجهات مختلفة مثل التقارب مع المجتمع المدني لضمان حاصلين انتخابيين، الامر الذي يجعل القوى المحلية والزعامات التقليدية تتوجس من تحالفات مع الاحزاب الكبرى لان الامر سيؤدي الى خسارتها مرشحيها بحسب القانون الحالي.
اذا هي معركة تحالفات في الدائرة، حيث بدأ التسابق على استقطاب احزاب وقوى وشخصيات لتكون على هذه اللائحة او تلك، فمن سيكون صاحب الافضلية؟