على الرغم من الطمأنينة التي تسكن البعض في لبنان لجهة النتيجة التي سيحرزها “الثنائي الشيعي” حركة “أمل” و”حزب الله” في الإنتخابات النيابية المُقبلة، إلّا أن قلقاً يُساور البعض الآخر من “فلتة” أو خلل ما في ربع الساعة الأخير، يُمكن أن يؤدي إلى خيبة أمل على صعيد الأرقام التي يسعى كلا الطرفين إلى تسجيلها داخل البرلمان، حتّى ولو كانت على حساب الشريك الآخر ضمن اللائحة الواحدة بفعل التأثيرات التي يُمكن أن يُحدثها “الصوت التفضيلي” داخل صناديق الإقتراع.
قد يركن البعض في العملية الحسابية التي ستخرج بها نتائج الإنتخابات النيابية المُقبلة لدى “الثنائي الشيعي” إلى الإنتخابات الماضية التي خرج خلالها “الثنائي” بأقلّ المتضررين على صعيد الكتل في لبنان، وذلك نتيجة مجموعة تفاهمات سياسية وميدانية، أفضت إلى توحيد القرار “الشيعي” خصوصاً في الجنوب والبقاع في لحظةٍ تاريخية خطرة، كادت أن تُهدّد الهيكلية العددية داخل هذا “الثنائي” وتحديداً لدى “حزب الله”، لولا تداركه وجود سعي جدّي عند “المًستقلين” الشيعة، لتبديل أو قلب هذه المعادلة من خلال خروقات كانت قاب قوسين أو أدنى من الوصول الى هدفها.
تُشير التوقعات لدى خصوم “الثنائي” في الجنوب والبقاع، إلى أن “المنافسة الإنتخابية ستكون حامية داخل مكوّن “الثنائي الشيعي” وذلك في ظل انقسام الرأي الحاصل على صعيد القاعدة الشعبية بين الطرفين والتي ظهرت إلى العلن، مع بداية الأزمة الإقتصادية وانتشار فيروس “كورونا” حيث لعب العامل الإتهامي دوره وتحديداً داخل بيئة حركة “أمل” التي حمّلت “الحزب” مسؤولية الأزمة الإقتصادية واستنسابيته في مواجهة الأزمات الصحيّة من خلال إدارته وزارة الصحّة والسيطرة على سوق الدواء”.
يُتابع هؤلاء الخصوم: كما أن أزمة المحروقات في لبنان، تركت هي الأخرى أثرها السلبي على العلاقة بين “الحزب” و”أمل” حيث أن إدخال النفط الإيراني إلى لبنان، أضرّ بتجّار المازوت والبنزين المدعومين من “أمل”، إذ أن الإتفاق بين الجهتين قام على حصر تجارة المحروقات في السوق السوداء ب”أمل” خصوصاً في جنوب لبنان، طالما أن قادة وعناصر “الحزب” يتلقّون رواتبهم بالعملة الصعبة. لكن إدخال النفط الإيراني، أشعل الخلافات مُجدداً بينهما، وأًضيفت اليه، كميّة المُساعدات التي يُقدمها “الحزب” في كل مناطقها، وآخرها مليار ونصف المليار ليرة في مدينة صور ومُحيطها، عبارة عن مُساعدات مدرسية لطلاب المدارس، في وقت تُحجم فيه “أمل” عن تقديم هكذا أنواع من المساعدات.
مُقابل خصوم “الثنائي الشيعي”، تؤكد مصادر مقرّبة من “الحزب” و”الحركة”، أن “ما يُقال أو يُحكى عن خلاف على المستوى القيادي بين الطرفين، لا صحّة له على الإطلاق، لكن هذا لا ينفي وجود بعض الإشكالات الصغيرة داخل بعض القرى أو المناطق، وهو أمر طبيعي جداً خصوصاً وأن مثل هذه الإشكالات، يُمكن ان تحصل داخل الحزب أو التيار الواحد، فما بالك نتحدث هنا عن مكونين لكل منهما سياسة خاصّة وتصوّر خاص، سواء في السياسة أو في العقيدة”.
وتلفت المصادر، إلى أن “جميع الأحزاب قد تضررت بشكل أو بآخر من كل ما يحصل من مشاكل صحيّة وسياسيّة في لبنان، لكن المؤكد أن “الثنائي الشيعي” هو الأقلّ ضرراً، ومع هذا فإن صندوق الإنتخابات هو من سيُقرر في نهاية الأمر خصوصاً وأنه من السابق لأوانه الدخول في هذه الإستنتاجات حيث من المتوقع أن تتغيّر أمور كثيرة، سواء لجهة القانون الإنتخابي أو لجهة التحالفات”.
على الرغم من حصر المصادر الخلافات بين قاعدتي “أمل” و”حزب الله” الجماهيرية ضمن الإشكالات الفردية أو التي لا تأثير لها على القرار القيادي، إلّا أنها تعترف أن منطقة جبيل قد تبقى “الخاصرة الرخوة” لهذا الثنائي حيث يُمكن ان تُخرق لوائحهما على غرار ما حصل في الإنتخابات النيابية الماضية”.