لا يزال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يعبر بشكل واضح عن اعتراضه على سياسات “حزب الله” الداخلية والاقليمية عبر تصريحات اعلامية او تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، فهل يمكن ان تكون هذه التصريحات مقدمة لعودة الاشتباك السياسي المباشر مع الحزب؟
لا يرغب جنبلاط بالجنوح كثيراً نحو خلافات عميقة عملية في السياسة وتحديدا مع “حزب الله”، فهو عمليا يراقب التبدلات الاقليمية بشكل لافت ولا يريد ان يخطو خطوات سياسية غير محسوبة.
لكن في الوقت نفسه فإن جنبلاط يعرف ان المعركة الانتخابية اليوم اكثر اهمية من اي وقت مضى ويجب عليه الا يخاطر بالابتعاد عن الخطابات السياسية التقليدية القادرة على شد العصب وتقليل حجم الخسائر الشعبية في الدوائر الدرزية.
لم يعد رئيس الحزب الاشتراكي قادرا على حسم توجهاته السياسية بالسهولة السابقة، فقد باتت لديه اعتبارات شعبية، وفي مواجهته خصوم في المجتمع المدني قادرون على المزايدة عليه في الكثير من القضايا. لكن جنبلاط عازم في الوقت نفسه على عدم الانجرار الى صراع سياسي كبير، فهو يفصل بين الموقف السياسي الواضح وبين الاشتباك العلني وخوص معارك في المؤسسات وخارجها. ويبدو ، كما هو ظاهر، ان سقف التصعيد الجنبلاطي لن يتجاوز المنابر الاعلامية.
في المقابل لا يريد “حزب الله” اشتباكا مفتوحا مع جنبلاط بل سيتجاوب مع اي تحالف انتخابي يعقده حلفاؤه مع جنبلاط في دوائر الشوف وعاليه مثلا، لا بل يشجع عليه للحد من خسائر الحلفاء من جهة وتخفيف الاحتقان السياسي والشعبي من جهة اخرى.
يتقاطع كل من “حزب الله” وجنبلاط على فكرة منع التوترات الاهلية، فالطرفان يرغبان بإحتواء اي انفجار شعبي والسيطرة قدر الامكان على الازمة المعيشية والحد من تداعياتها، لذلك فإن لجان التنسيق على تواصل مستمر بين المختارة وحارة حريك بالرغم من انتقادات جنبلاط اللاذعة.