جعلت الأزمات المتراكمة من الهجرة المهرب الوحيد للبنانيين بعد أن ضاقت بهم الأحوال المادية وانعدمت فرص العمل وتدنّى مستوى الخدمات الحيوية حتّى أن الشعور بالأمن والأمان سرق من هذا الشعب. وشهد لبنان موجات هجرة مخيفة هذا العام، اتّجه من خلالها اللبنانيون إلى مختلف أصقاع الأرض، لا سيّما إلى فرنسا وكندا والخليج… ولم يفوّت أي لبناني فرصة تسمح له بالخلاص من جحيم بلاده الذي نفذته السلطة السياسية.
وتشير أرقام “الدولية للمعلومات” إلى أن عدد اللبنانيين المهاجرين والمسافرين منذ بداية العام وحتى منتصف تشرين الثاني 2021 وصل إلى 77,777 فرداً مقارنة بـ 17,721 فرداً في العام 2020. وتبين أن عدد اللبنانيين الذين هاجروا وسافروا من لبنان خلال الأعوام 2018- 2021 بلغ 195,433.
في حديث لـ”المركزية”، يشير الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين أن “بعدما وصل عدد المهاجرين في الـ2019 إلى 66,600 تراجع في الـ2020 إلى 17,700 نتيجة كورونا، لكن مع بداية العام 2021 عاد العدد إلى الارتفاع وسجّل من منتصف كانون الثاني حتّى منتصف تشرين الثاني سفر وهجرة 77,777 مهاجراً وهو رقم كبير قد يتخطّى المئة ألف نهاية العام الحالي”، لافتاً إلى أن “الفئة الأكبر من المهاجرين تتراوح أعمارها بين 25 و40 سنة، بنسبة بلغت 70%”.
ويعتبر أن “هذه الأرقام تعكس حدّة الأزمة الاقتصادية التي يمرّ فيها البلد وتشير إلى أن فرص العمل لم تعد موجودة، والخدمات غير متوفّرة، بالتالي أصبح السفر المنفذ والأمل الوحيد للبنانيين…صحيح أن هذا الوقع ينعكس سلباً على البلد وله أضراره، لكن لديه جانبه الإيجابي أيضاً المتمثّل في أن المغتربين يحوّلون أموالا إلى أهلهم في لبنان، ما يشكّل متنفساً حالياً لهم، ومن دون هذه الضخات من الاوكسيجين لربما كان وضع لبنان كارثيا أكثر”.
المركزية