اتّسمت تغريدات رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط خلال الأيّام القليلة الماضية، بطابع هجومي استهدفت أهل “الممانعة” وذلك من بوّابة سؤاله عن النفط العراقي وتطرّقه إلى “الجحافل” ولغة التهديد والوعيد التي ينطق بها هذا “الحلف” بالإضافة إلى “استفراد” مشروع المقاومة بالقرارات وهيبة الدولة.
اللافت، أن البعض فسّر كلام جنبلاط، على محمل هجومي يرتكز إلى نيّة لدى الزعيم الإشتراكي بفتح معركة سياسية مع “الحزب” يُمكن استثمار نتائجها انتخابياً، وذلك تماشياً مع توسّع حركة الإعتراضات ضد “حزب الله” سواء من المُجتمع المدني في مناطق الجبل، أو من قاعدة جنبلاط الحزبيّة التي سبق وأعلنت رفضها للكثير من المواقف التي كان اتّخذها في الفترة الأخيرة وتحديداً مع حلفاء النظام السوري من الدروز، في سبيل حماية الجبل وأمنه.
واقع الحال بحسب مقرّبين من المختارة، يؤكد أن “جنبلاط بدأ يلتمس فعلياً خطورة ما يُحضّر للبنان على يد أهل “الممانعة” وأيضاً بالنسبة إلى الوضع في الجبل ولو من بوابته السياسيّة حيث استهداف زعامة آل جنبلاط بدفع من النظام السوري، أصبح واضحاً وهو ما سبق وعبّر عنه بنفسه من أنه “إذا حصل أي اعتداء عليّ أو على أحد أفراد عائلتي، أعرف مُسبقاً من أتّهم ومع من أتعامل”. وفي الهاجس الأوّل المتعلق بمستقبل لبنان، يبدو أن هواجس جنبلاط من خطف لبنان كٌليّاً إلى المحور الإيراني، أصبح أمراً واقعاً تؤكده عمليات التحكّم بقطاع النفط في لبنان سواء في البر والبحر.”
هل يُعتبر كلام جنبلاط بمثابة انقلاب على اتفاق “تنظيم الخلاف” مع “حزب الله”؟ تُجيب المصادر نفسها: ما يُعبّر عنه جنبلاط في هذه المرحلة، يتجاوز الخلافات الحزبيّة أو الشخصيّة، أو حتّى الطائفيّة، فهناك مصير وطن مُهدّد أولاً بأمنه، وثانياً بتبديلات سياسية يسعى البعض إلى فرضها على اللبنانيين لتغيير واقعهم من خلال الهيمنة، إمّا بحكم الأكثرية، أو بحكم التوزيع الديموغرافي. ولا يجب أن ننسى أنه في كل مرحلة، تعمل الجهات الوصيّة على استهداف “البيت الدرزي”، إلى خلق عقبات سياسية وأمنية في وجه الزعامة الجنبلاطية، بهدف تحجيمها وإضعاف دورها، لكن في المقابل، يُسجّل لجنبلاط كيفيّة تعاطيه مع كل المحاولات هذه، ويُسجّل للبنانيين ولأبناء الطائفة الدرزية، الثقة التي يمنحونها له والتي تجعله يتخطّى في كل مرّة الألغام التي تُزرع في طريقه.”
وبحسب المصادر، فإن “البعض لا يزال يُريد تدفيع جنبلاط فاتورة موقفه من النظام السوري. كما لا تزال عقدة كسر جنبلاط حواجز الصمت والخوف لدى مُعظم اللبنانيين تجاه ممارسات النظام وحلفائه في لبنان، تسكن هذا البعض الذي يُمارس فوقيّته وسطوته على الجميع، في وقت يجب أن لا يمنع الخلاف حول أي أمر كان، من الإتفاق على أن تكون مصلحة البلد والمواطن، أولوية لنا جميعاً، بدل ان نُمارس السطوة والتسلّط، وضرب مؤسسات الدولة واقتصادها.”
وتؤكد المصادر نفسها، أن مواقف جنبلاط، سواء من “الممانعة” أو من حلفائها في لبنان، إنّما تُعبّر عن مسؤوليته تجاه البلد وخوفه من جرّ لبنان إلى لعبة المحاور، وليس كما يُفسّر أهل هذا الحلف على انه تماهي مع أطراف خارجيّة، فلا هذه الدول باستطاعتها إملاء المواقف على جنبلاط، ولا هو ، في الأصل توجد في قناعاته، أية مساحة للبازارات التي يتخيّلها أصحاب العقول السطحيّة التي ترى أنه ربما بمساعدة مسبوقة الدفع من هنا أو هناك، يُمكن أن تُغيّر قناعات جزءٍ كبير من اللبنانيين.”