يجمع الخبراء في مجال الصحة على ضرورة عدم الاستهانة بالصداع، خاصة في حال تكراره باستمرار، إذ يمكن أن يكون علامة مبكرة على الإصابة بأمراض مميتة كالسكتة الدماغية.
ولا يتعين فقط على الأشخاص الأكبر سنا أن يكونوا متيقظين للصداع، فوفقا لمقال نُشر في فبراير/ شباط 2020 في مجلة Stroke، تحدث 10 – 15% من جميع السكتات الدماغية لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاما.
كما وجد أشخاص تقل أعمارهم عن 50 عاما، يشكلون نصف الوفيات السنوية الناجمة عن تمزق الأوعية الدموية في الدماغ، الذي عادة ما يكون مصحوبا بصداع شديد ومفاجئ.
ما هو الصداع الأساسي والثانوي؟
الصداع الأساسي هو حالة قائمة بذاتها، وتتنوع أشكاله لتشمل الصداع النصفي والعنقودي وصداع التوتر، لكن الصداع الثانوني هو الذي يحدث نتيجة حالة صحية أو مرض آخر، يمكن أن يكون خطيرا ويتطلب عناية طبية عاجلة.
عادة لا يهدد الصداع الأساسي كالصداع النصفي الحياة رغم أنه قد يكون منهكا، وفق رودريك سبيرز، طبيب الأعصاب وأخصائي الصداع في بن ميدسين في فيلادلفيا.
وفقا لمراجعة نشرت في يناير/ كانون الثاني 2018 في المجلة الأمريكية للطب، فإن 90% من الأشخاص الذين يسعون للعلاج من آلام الرأس وجد أنهم يعانون من الصداع الأساسي.
متى أعرف أن الصداع قد يكون مؤشرا على مرض خطير؟
تقول الجمعية الأمريكية للصداع (AHS)، إنه حال كنت تعاني من صداع جديد يستمر طوال الليل والنهار، فإن ذلك مدعاة للقلق ويحتمل على نحو كبير أن يكون صداعا ثانويا.
تساعد اختبارات التصوير مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو البزل القطني لفحص السائل الشوكي، أو اختبارات الدم – في تشخيص سبب صداع الشخص.
ما هي الأعراض التي تشير إلى أن الصداع خطير؟
الأعراض الجهازية هي تلك التي تشعر بها في أجزاء أخرى من جسمك، إلى جانب رأسك، تشمل الحالات التي قد تسبب مثل هذه الأعراض التهاب الأوعية الدموية والسرطان والتهاب السحايا والعدوى.
هناك أعراض عصبية تتمثل في التنميل والألم الحاد في الوجه أو الشعور بالضعف في جانب واحد من الجسم وعدم وضوح الرؤية والارتباك، وقد تكون علامة على إصابتك بـ السكتة الدماغية أو بنوع من الأورام.
في بعض الأحيان يكون الصداع أشد من المعتاد ومفاجئا دون سابق إنذار، وقد يكون مؤشرا على حدوث نزيف في المخ.
كبار السن
إذا كان عمرك أكثر من 50 عاما وتواجه صداعا جديدا أو تدريجيا، فقد يكون السبب هو التهاب الشرايين ذو الخلايا العملاقة أو ورم في المخ.
تغيير النمط أو التقدم
يعد الصداع الجديد مدعاة للقلق إذا كان مختلفا بشكل كبير عن الصداع المعتاد، أو إذا كان الصداع يحدث في كثير من الأحيان، أو إذا كان هو أسوأ صداع عانيت منه على الإطلاق.
تفاقم الوضع
إذا كان الصداع ناتجا عن الجلوس أو الوقوف، فقد يكون مرتبطا بارتفاع أو انخفاض ضغط السائل النخاعي.
صداع الضغط المرتفع، المعروف أيضا باسم ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة، ينتج عن ارتفاع الضغط داخل الجمجمة بسبب كثرة السائل الدماغي الشوكي.
انخفاض ضغط الدم العفوي داخل الجمجمة هو صداع منخفض الضغط، وينتج عن انخفاض ضغط السائل النخاعي في الدماغ الناجم عن تسرب السائل.
وذمة حليمة العصب البصري
تحدث الوذمة الحليمية عندما يؤدي الضغط المتزايد في الدماغ أو حوله إلى تضخم جزء من العصب البصري داخل العين؛ تعتبر هذه حالة طبية طارئة.
الصداع الناتج عن ارتفاع ضغط الدم
يمكن أن يتسبب ارتفاع ضغط الدم الشديد في حدوث صداع (ونزيف في الأنف في بعض الأحيان) لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم المشخص أو غير المصابين به.
يحدث هذا النوع من الصداع فقط عندما يرتفع ضغط الدم بشدة إلى 180/120 ملم زئبقي) أو أعلى (ضغط الدم الطبيعي 120/80 ملم زئبقي).
علامات الصداع العنقودي
في حين أن الصداع العنقودي هو نوع من الصداع الأساسي وليس علامة على حالة كامنة أخرى، فإن الألم الشديد الذي يسببه هذا الصداع يمكن أن يدفع بعض الناس إلى الانتحار.
يحدث الصداع العنقودي فجأة ويسبب ألما خارقا وشديدا في جانب واحد من الرأس. من الشائع أيضا حدوث سيلان في الأنف، ويستمر الصداع العنقودي بشكل عام ما بين 15 دقيقة و3 ساعات دون علاج.
اطلب المساعدة في حالات الصداع الخطير والمفاجئ
على الرغم من أن معظم أنواع الصداع ليست خطيرة وستزول من تلقاء نفسها، فمن المهم أن تعرف متى يكون ألم الصداع علامة على مشكلة أكبر.
ينصح ستيفن دي سيلبرستين، مدير مركز جيفرسون للصداع في جامعة توماس جيفرسون في فيلادلفيا والرئيس السابق للجمعية الأمريكية للصداع: “إذا كان صداعك سيئا أو جديدا أو متغير ، فراجع الطبيب”.