نشرت الامم المتحدة تقرير تناولت فيه ترتيب الدول عالميا حسب دخل الفرد السنوي من الناتج المحلي الاجمالي في الدولار، وبحسب التقرير فقد حل لبنان في المرتبة ال ١٨٢ أي المرتبة ما قبل الاخيرة التي احتلتها سوريا. وبحسب التقرير فإن دخل الفرد اللبناني السنوي هو ٤٨٥$، أي ما يقارب الآن العشر ملايين ليرة لبنانية في الوقت الذي تحتاج العائلة الى هذا المبلغ للعيش لمدة شهرين آخذين بعين الاعتبار غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار بشكل جنوني!!!
بعد الازمة الاقتصادية الحادة التي ضربت لبنان، أصبح معاش اللبناني يكفيه للطعام فقط ولفترة قصيرة أيضا، فتخلّى عن ما تحاول السلطة تسميته بالكمليات. لكن في الحقيقة فإن اللبناني تخلى عن اكثر من نصف الاساسيات! اللحمة ليست كماليات، شوكولا الاطفال ليست كماليات، الجبنة والزيت ليسوا كماليات!! هذه كلها اساسيات وهي حق! يحق للشعب ان يختار طعامه الذي يحبه وليس الضروري فقط لنجاته!
وما علينا، فإن ارتفاع الدولار وارتفاع الاسعار بشكل جنوني ادى بطبيعة الحال الى انخفاض القدرة الشرائية للمواطن. تزور السوبر ماركت اليوم، كارفور مثلا، تقرأ الاسعار وتقارنها بأسعار كارفور في قطر.. الاسعار نفسها صحيح، وهذا ما يتذرع به التجار والمسؤولين… لكن هل قدراتنا الشرائية نفسها؟ هل يستطيع اللبناني اليوم شراء شوكولا لاطفاله دون اضطراره الى الغاء شراء شيء آخر؟ لا! هل يفكر المسؤولون عنا بهذه المواضيع؟ لا. هل حُرموا هم من هذه الكماليات؟ حتما لا!!! ما زالت قدراتهم الشرائية تفوق الخيال.
كل يوم نتأكد ان هذه البلاد ليست سوا تجربة صغيرة عن جهنم. متى يلتفت المسؤولين الى ما اقترفت ايديهم؟ لا نعلم.