يتوقع “حزب الله” ان تشكل ذكرى انفجار مرفأ بيروت مناسبة للتصويب عليه من قبل بعض المجموعات والاحزاب الفاعلة التي ستشارك في احياء المناسبة، ويعتبر ان الهدف الاساسي هو الاستفادة من الحالة العاطفية للناس في هذه الذكرى وتوجيهها سياسيا.
ينظر الحزب الى المناسبة بحد ذاتها نظرة حيادية، لا تشكل له عامل استفزاز جدي، لكنه مرتاب الى حد بعيد من التحركات التي ستحصل بالتوازي معها، خصوصا انها قد تطال بعض النقاط الحساسة سياسيا وشعبيا.
ارتياب الحزب يظهر بوضوح من خلال ربط مقربين منه الاحداث الخطيرة التي حصلت في منطقة خلدة بذكرى الرابع من اب، اي ان الحزب يجد ان افتعال احداث امنية قد يكون احد عوامل الضغط الجدية عليه خلال اليوم الطويل، في ظل معطيات امنية لديه منذ عدة اسابيع، سبق لـ”لبنان ٢٤” قد تحدث عنها، وتقول بأن هناك مخاطر جدية من حصول اشكالات متنقلة خلال احياء المناسبة.
لكن الحزب في الوقت نفسه سيحاول تجنب اي “فخ” امني او اعلامي لذلك فقد عمم على مناصريه بضرورة تجنب التنقل بين المناطق، كما ان ناشطين مقربين منه على مواقع التواصل الاجتماعي بدأوا حملة مكثفة من اجل منع اي تراشق اعلامي او اشكالات الكترونية خلال المناسبة، لتجنب المساهمة في توتير الوضع.
في السياسة يبدو ان الحزب وفي موازاة محاولته تجنب التفلت الامني، يتجه الى تعطيل مفاعيل اي محاولة للاستفادة من اللحظة سياسيا، من خلال الاستدعاءات القضائية مثلا، التي يراها الحزب استنسابية، من هنا فإن المرحلة المقبلة ستشهد مواقف جدية من الحزب واكثر وضوحاً.
ووفق مصادر مطلعة فإن الحزب، وبالتوازي مع استيعابه لاي توتر في الشارع، سيكون اكثر صرامة في الكباش السياسي الحاصل على اعتبار ان المرحلة الحالية ليست مرحلة العام ٢٠٠٥، فالواقع الاقليمي مغاير والتوازنات مختلفة.
سيعمل الحزب وفق قاعدته المعهودة القائمة على ضرورة تجنب اي توتر اهلي، والصبر على كل اشكال الهجوم السياسي والاعلامي التي يتوقع ان يتعرض لها، كما انه سيحاول تعطيل الاستثمار السياسي الداخلي الذي سيكون مرتبطاً، من وجهة نظره، بشكل واضح بالسياق العام للضغوط المستمرة حتى موعد الانتخابات.
لبنان 24