كتبت فالنتينا سمعان في “أخبار اليوم”:
4 آب يوم حداد وطني… ليس فقط على ضحايا هذا اليوم المشؤوم، إنما على لبنان وأهله أجمعين.
مأساة آلاف العائلات في ذلك اليوم لم تكن قدرًا ككلّ المآسي، بل كانت جريمة موصوفة لا تزال بعد سنة مجهولة المعالم رغم ضبابيّة البصمات التي بإمكانها أن تتجلى وضوحًا لو كان لدى المعنيّين نيّة لذلك.
وما بين 4 آب 2020 و4 آب 2021 سلسلة طويلة من الإجرام بحقّ أهالي الضحايا واللّبنانيين عمومًا، ومسيرة أطول من النّضال لجلاء الحقيقة والتصدّي لطبقة حاكمة فاسدة تأخذ ما تبقّى من أرواح “عالهدا”.
وإحياءً للذكرى السّنويّة الأولى لـ”جريمة” مرفأ بيروت، التّحضيرات بدأت على قدم وساق لتكون مناسبة وطنيّة تليق بكل “ضحيّة” وكلّ لبناني “شريف” يريد انتصار صوت الحق على الباطل.
وللذكرى ثلاث محطّات مهمّة، لكلّ منها طابعها الخاص في التعبير عن الغضب العارم وسط الجدل القائم حول رفع الحصانات وعدمه.
وتتمثّل المحطة الأولى بتحرّك أهالي شهداء المرفأ، الذي ينطلق وبحسب ويليام نون- شقيق الشهيد جو نون- بمسيرات حاشدة من ثلاث اتجاهات: الأول من جهة أسواق بيروت، الثاني من جهة فوج الإطفاء والثالث من أحياء الأشرفية، للإلتقاء أمام الإهراءات، ومن ثمّ التّوجه نحو المرفأ لإقامة الصلاة بداية مع أحد الشيوخ، وبعدها قداس مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي ستشمل عظته- عالية النبرة- كلمة الأهالي باختصار.
وأضاف نون، عبر وكالة “أخبار اليوم”، بعد القداس ستكون هناك الحريّة للأهالي في التعبير عبر وسائل الإعلام فرديًّا أو ضمن حلقات حواريّة.
وأشار إلى أنّ “الناس في الشارع لها الحق في القيام بما تريد، ومن الممكن أن يشاركهم بعض الأهالي، في حين يكتفي البعض الآخر بإحياء الذكرى سلميًّا والمغادرة”.
وشدّد نون على مشاركة اللّبنانيّين كافة، قائلًا:”هي جريمة طالت الجميع وليس فقط أهالي الضّحايا”، ودعا إلى النزول الكثيف لرفع الصّوت عاليا خصوصًا في هذا الوقت المتزامن مع “وقاحة” النواب في عدم الموافقة على رفع الحصانات، مؤكدًا أنّ الرّد عليهم سيكون قويًّا في هذا اليوم.
أمّا المحطّة الثانية، فهي لـ”الثورة”، التي تخطّط للقيام بتحرّك موحّد لا يزال قيد النقاش.
“الأكيد أنّنا سنتواجد والأكيد أنّ الغضب كبير لدى الناس الذين ينتظرون فرصة للتعبير”، قال العميد المتقاعد جورج نادر، الذي اعتبر أن السلطة السّياسيّة هي التي توجِع الناس وتُشعل “فتيل” الغضب فبالإضافة إلى موضوع رفع الحصانات، طُرِح اسم الرئيس نجيب ميقاتي كمكلف لتشكيل الحكومة، وهو “متّهم” بملف الإنفجار، إذ دخلت “النيترات” على “أيّامه”.
وعلى الصّعيد الأمني، أكّد نادر عبر وكالة “أخبار اليوم” أنّه لا يمكن توقّع ما سيقوم به الناس في 4 آب، مبديًا تخوّفه من العنف، فـ”من لا يسمع لك وقت السلم، يوجّهك إلى العنف رغمًا عنك، الناس جياع وأمنهم الصّحي مهدّد وبانتظار يوم “لفشّ خلقهم”، لذلك لا أعلم ما هي الطريقة التي سيتّبعونها”، واصفًا ما يمكن أن يحدث بـ”السلم الخشن” او “الخشونة في التصرّف” وغضب لا يمكن كبحه.
وتتمثّل الخطوة الثالثة، بالمؤتمر الذي سيُعقد في باريس، والذي كان من المفترض أن يلتئم في العشرين من الجاري، بغية مساعدة الشعب اللبناني إنسانياً وقد كان لافتا تأجيل موعده إلى الرابع من آب.
فهل سيكون لهذا اليوم وقع خاص في تغيير مسار الأحداث، عبر ردّ حاسم داخليًّا وخارجيًّا؟