كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
بحكم الظروف المحيطة بالإستحقاق الحكومي هو أقرب إلى حُلم يقظة. فحكومة تصريف الأعمال باقية، لا بل تسير بخُطى ثابتة طالما أن فرص تشكيل الحكومة العتيدة ضئيلة. هذه التكهنات، هي أكثر ما يتسامر به فريق عمل رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب الذي يجد نفسه مشتّتاً بين مكاتبه في السرايا.
وبالنسبة إلى الرئيس الأسبق نجيب ميقاتي، فانه في حال قبل التكليف فهو الذي سيحدد معايير التأليف، وعلى اي حال “تصاعد الدخان الأبيض” ما زال بعيداً… وقد تخلق مستجدات ليست بالحسبان خلال الساعات الفاصلة عن يوم الاثنين!
وتزامناً مع اقتراب موعد الاستشارات النيابية الملزمة، وفي حال تم الاتفاق على اسم ميقاتي، فان أوساطهُ تكشف انه في مسعى لإيجاد صيغة توافقية تلبي مطالب الشعب وتعالج الأزمات المتفاقمة.
لكن، في المقابل، المطالبات الشعبية تشدد على وجوه جديدة من خارج المنظومة السياسية، التي يتهمونها بالفساد وعدم المسؤولية، في ظل تدهور الوضع المعيشي والاقتصادي، خاصة بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت.
وفي الموازاة يبقى سؤال اساسي: “كيف سيتعايش مع الرئيس ميشال عون ؟” فبالعودة الى مواقف سابقة، يُشبّه ميقاتي مسار التشكيل الذي خاضه الرئيس سعد الحريري على مدى اكثر من 9 اشهر، بـ”قمة العراقيل في وجه التشكيل”، وسأل وقتها أين الحس الوطني الذي افترض المشرعون وجوده عندما لم يحددوا مهلة للتأليف؟!
والأهّم من كل ذلك هو موقفهُ من النائب جبران باسيل، وكما قال الكثيرون عنه، بوصفهِ “رئيس الظل”. مع التذكير ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، عندما سُئِل عن سبب رفضه انتخاب عون؟ قال وقتذاك “لأنني لا أريد أن أنتخب رئيسين”.
وفي هذا السياق، يرى المراقبون أنّ تبني باسيل -الرافض لتسمية ميقاتي- أيّ إسم آخر سيندرج في خانة المناورة، ممّا يوحي بأنّ الأمور ذاهبة نحو مزيد من التأزيم والتعقيد والتصعيد، وأنّ من يقدّم هذه الدفوع على هذا النحو لا يمكن أن يقنعك بأنه فعلاً يريد للفراغ الحكومي أن يُملأ بأسرع ما يكون. وهذا الامر سيعيد خلط الأوراق ضمن محور الممانعة، إذ إن حزب الله ليس في وارد الدخول في اشتباك سياسي مع الطائفة السُّنية، وهو لذلك يرفض تكرار تجربة حكومة دياب مع رئيس آخر، ويريد إبعاد عنه التهمة التي تلاحقه بتأخير تشكيل الحكومة.
وعليه، حزب الله هو “سُلطة” الأمر الواقع، إلا أنه سلطة ليست مضطرة إلى تقديم تنازلات في حقول تعتبرها مهمة. لذا يبدو ان تسمية ميقاتي تُعد فرصة إضافية لتوظيفها في ماكينة السلطة في احتمالات المواجهة المقبلة.
الّا انّ باسيل- بحسب المراقبين- لن يجِد اليوم غير الحزب حضناً له يراهن عليه لحفظ ما يمكن أن يُحفظ من مستقبله السياسي، تماماً ليس العكس بحيث انّ المراهنة على باسيل مسيحياً أصبحت خسارة أكيدة.