كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
عاد الرئيس المكلف سعد الحريري من القاهرة بجرعة دعم، حيث اكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه به، دعمه الكامل للمسار السياسي للحريري الذي يهدف لاستعادة الاستقرار في لبنان والتعامل مع التحديات الراهنة، فضلاً عن جهود تشكيل الحكومة، مع اهمية تكاتف مساعي الجميع لتسوية اية خلافات في هذا السياق لإخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها حالياً، بإعلاء مصلحة لبنان الوطنية، بما يساعد على صون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني.
وبالتالي ما سيكون مصير الاعتذار، مع العلم بان القاهرة على تنسيق دائم مع الغرب وتحديدا فرنسا بشأن الازمة اللبنانية.
من جهته اشار مصدر سياسي مطلع ان الاعتذار مطروح ووارد لكنه غير محسوم، مذكرا ان الحريري تحدث عن الاعتذار منذ اسابيع عديدة، لكنه لم يبت بالموعد تريثا، وهو بالتالي بانتظار نتائج الاتصالات المحلية والتي يستكملها باتصالات مماثلة مع الخارج، ومفادها حتى اللحظة: “المزيد من الوقت لعدم الاقدام على الاعتذار”.
وقال: رئيس مكلف لا يستطيع التشكيل افضل باشواط من رئيس مكلف يقدم اعتذاره، حيث قد لا تستطيع رئاسة الجمهورية اجراء الاستشارات النيابية الملزمة، وفي حال استطاعت قد لا تتوصل الى تسمية شخصية سُنية، وفي حال ايضا توصلت الى هذه التسمية ممكن ان يتجه البلد نحو دراماتيكيات غير منتظرة. لذا دخل الاعتذار اليوم الثلاجة.
وردا على سؤال حول الموقف السعودي من الاداء المصري، اجاب المصدر: المملكة منكفئة كليا عن ملف تشكيل الحكومة ، لا تتعاطى به لامن قريب ولا من بعيد، واطلالتا السفير الوليد البخاري من بكركي ثم من معراب، لا علاقة لهما بـ”وحل التأليف”. واشار المصدر الى ان الرياض لم تتخل عن الحريري لكن العودة الى دعمه مرهونة بسلوكياته وكيفية معالجته لموضوع تشكيل الحكومة.
الى ذلك، توقف المصدر عند تغريدة الرئيس ميشال عون، عبر تويتر بالامس، وفيها: “من يريد انتقاد رئيس الجمهورية حول صلاحيته في تأليف الحكومة فليقرأ جيداً الفقرة الرابعة من المادة ٥٣ من الدستور”.
وقال: انها رسالة استباقية للحريري، فاذا اراد زيارة بعبدا مرحب به لكن لا شيء سيتغير. واضاف: الحريري تلقف هذه الرسالة، ولم يقم بزيارة القصر بالامس، وهو يعلم ان هناك عملية اخراج كبيرة له من اجل اخراجه، بدأت حين اتهم بالكذب امام رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب.
وتابع: لكن التطور الكبير الذي حصل بالنسبة الى الاعتذار هو الكلام الذي سمعه الحريري من اركان السُّنة في لبنان، بدءا من دار الفتوى وصولا الى رؤساء الحكومات السّابقين، هو ان التكليف ليس لشخص الحريري فقط، وبالتالي اي مسّ به هو مسّ بالموقعية السُّنية الاولى في البلد. وختم: بالتالي بات الاعتذار او التراجع او التنازل هو قرار سُني.