اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري مطروح، وقيد البحث، امام تعثر تحقيق خرق في جدار ازمة تأليف الحكومة… لكن الامر دونه عقبات، بدءا من وجود البديل الراغب في ظل التدهور المستمر في تلقف كرة النار من جهة، ومن جهة اخرى، تمسك جهات داخلية وخارجية ببقاء الحريري.
وكشف مصدر متابع ان موضع البديل نوقش بشكل مسهب مع الرئيس تمام سلام، الذي اكد انه غير راغب بالعودة الى رئاسة الحكومة، مشيرا الى ان تعاطي فريق العهد مع ملف التأليف لا سيما لجهة وضع الشروط لن يتغير مع “تغيير الرئيس المكلف”، وفهم من سلام – بحسب المصدر عينه- انه لا يريد التعاون مع الرئيس ميشال عون ومن خلفه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
وتابع المصدر، عبر وكالة “أخبار اليوم”، نقاش مماثل حصل مع الرئيس نجيب ميقاتي، لكن الاخير بدا بدوره غير متحمس ويريد الحصول على غطاء من الحريري لتكرار تجربة حكومته الاولى في العام 2005، بمعنى تأليف حكومة انتخابات.
وحين سئل الحريري عما اذا كان يمنح تغطية من هذا النوع فكان الجواب ان لا علاقة له بتسمية اي شخصية سنية، القرار يعود الى الاكثرية النيابية وما يمكن ان تدلي به في اطار الاستشارات النيابية الملزمة.
وفي المقابل، اشار المصدر الى ان تسمية شخصية من خارج رضا بيت الوسط ، لن تتحقق. واعتبر ان اعتذار الحريري سيزيد وسيفاقم الازمة وسيدفعها نحو انحدار دراماتيكي اسرع.
وانطلاقا من هذا الواقع يحاذر الثنائي الشيعي من اي خطوة في المجهول، وقد اوضح المصدر ان حزب الله الذي يتفهم امتعاض التيار من سلوك الحريري، لكنه في الوقت عينه يرى ان اعادة البحث في التكليف راهنا سيسيء الى رئيس الجمهورية وموقعيته، اكثر مما يسيء الى الآخرين. واما بالنسبة الى الرئيس بري فهو يكرر دائما تمسكه بالحريري ويرى ان نجاحه في التأليف يشكل بداية للانقاذ او اقله وضع حد للتدهور.
في موازاة ذلك، كشف المصدر انه على المستوى الخارجي، تم استمزاج رأي المملكة السعودية من قبل بعض الاطراف -وتحديدا مصر وفرنسا- حول موقفها من الحريري، فكان الجواب الذي تردد في اروقة الخارجية: “الرياض لم ولن تتخلى عن الحريري، لكن التفاصيل تبحث لاحقا”.
وختم المصدر: فُهم ايضا ان الرياض تدعم تأليف الحكومة لكنها لا تتدخل في الاسماء، وهذه اشارة الى ان السعودية عادت لتقترب الى الملف اللبناني، ولا يمكن فصلها عن الزيارة التي قام بها يوم امس السفير وليد البخاري الى الرئيس فؤاد السنيورة.