نقل الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الحديث عن استيراد النفط من ايران من الاطار النظري الى الواقع العملاني ، اذ اعلن عن انتهاء كل الاستعدادات الادارية التي يتطلبها وصول ناقلات النفط الايرانية الى السواحل اللبنانية.
وبحسب مصادر مطلعة فإن ما قاله نصرالله يشكل تحديا جديا للنفوذ الاميركي في لبنان، لا بل هو تخط للخطوط الحمر المفترضة، حتى ان السفيرة الاميركية في بيروت دورثي شيا كانت قد ردت قبل خطاب نصرالله على قضية استيراد النفط الايراني خلال مقابلة عبر “تلفزيون الجديد” بالقول “هذا ليس حلا”..
صباح اليوم، ردت السفارة الايرانية في بيروت، وبشكل لافت على تصريحات شيا، معتبرة ان “وصول ناقلات النفط الى بيروت بغنى عن تفاهات السفيرة الاميركية”، الامر الذي فسر بأنه وصول لناقلات النفط الايرانية الى لبنان خصوصا انه ارفق بصورة لناقلة نفط ايرانية، غير ان اوساطا مطلعة اكدت ان المقصود هو ان قرار وصول النفط لن يكون مرتبطاً برأي السفيرة الاميركية وهذا لا يعني ان البواخر وصلت فعلا، كل ذلك يوحي بأن هناك قرارا ايرانيا بالذهاب بعيدا في المواجهة في الملف اللبناني.
ووفق المصادر فإن المفاوضات الاميركية- الايرانية لا تشمل القضايا الاقليمية وبالتالي فان الملف اللبناني قد لا يتأثر ايجابا في حال عادت واشنطن الى الاتفاق النووي، لا بل ان تعزيز قدرات ايران المالية قد يفتح امامها فرصة جدية لدعم حلفائها وتحديدا “حزب الله”.
وترى المصادر ان دعم الحزب في لبنان سيترجم عبر نقل النفط الايراني اليه لتعويم السوق المحلية وكذلك ارسال الفيول وغيرها من المواد، ما سيزعج الولايات المتحدة الاميركية بشكل كبير.
حتى ان حديث نصرالله عن مصافي النفط في طرابلس والزهراني، كان مرتبطا بعرض روسي سيقدم قريبا للدولة اللبنانية، ما يفتح باب الاسئلة بشكل واسع عن نتيجة هذا التصعيد الذي قد لا تتقبله واشنطن، اذ سترى ان الهدف منه ضرب نفوذها وتغيير التوازنات في لبنان.
من هنا يبدو ان الصراع حول لبنان قد لا يشبه الصراعات في الاقاليم والدول الاخرى مثل سوريا والعراق واليمن التي ستتأثر بالاتفاق النووي او بالاتفاق السعودي -الايراني، لا بل ان التصعيد السياسي في بيروت، سيكون مؤشرا على رغبة كل طرف باستغلال الانهيار لقلب التوازنات السياسية لصالحه..
المصدر: لبنان 24