يزداد الافق السياسي في البلاد قتامة وتعقيدا وسط انصراف العالم وتحديدا الدول المعنية بمسار الامور في المنطقة الى ترتيب شؤونها الداخلية في ظل التغيرات الاقليمية والدولية وعدم الاهتمام بما يجري خارجها على غرار ما يشهده لبنان من ازمات متعددة الاوجه من سياسية ومالية واجتماعية ومعيشية باتت تنذر بأشد العواقب خطورة في حال تركها على غاربها من دون معالجة واهتمام .
ومع اطلاق النار على المساعي التوفيقية التي يتولاها رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالتنسيق مع خلية الازمة التي شكلها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمواكبة الكارثة التي حلت بوطن الارز، يمكن القول ان لبنان بات متروكا لاقداره، يتدحرج سريعا نحو الانهيار الشامل بعد سقوط المسعى السياسي الوحيد والاخير الذي بقيت الامال معلقة عليه حتى الامس، عندما اطلق الفريق الرئاسي النار على عين التينة واتهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالانحياز الى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري وتجاوز صلاحياته والدستور، فجاء الرد قاسيا من عين التينة اليوم.
وترسم اوساط مراقبة اكثر من سيناريو للايام القادمة والفلتان الذي سيواكبها وتكشف في هذا السياق عن اعادة تفعيل بعض الدول الكبرى (وتحديدا المعنية بتدريب الاجهزة العسكرية) اتصالاتها وتنسيقها مع قدامى القوى المسلحة من اجل ادارة المرحلة المقبلة للحراك المطلبي والمدني المطالب بالتغيير الذي ستشهده الساحات اللبنانية والحفاظ على سلميته وابقائه مضبوطا والحؤول دون انحرافه الى مواجهات على الارض سواء بينه وبين الجيش اللبناني أو بين بعضه بعضا خصوصا وانه سيكون عرضة لجره الى ذلك من قبل المتضررين من المسؤولين والطامحين الى الامساك بزمام الامور أو المندسين.
وتضيف أن لبنان مقبل ولا شك نحو ما يسمى الفوضى الخلاقة ولكن تحت شعار ومبدأ يقضي بمنع انزلاقه الى الاقتتال الداخلي او الاهلي والمذهبي لان ارتدادات ذلك لن تبقى محصورة على ارضه ومقتصرة على حدوده انما ستتعداها الى الجوار ولن تكون اي دولة في منأى عنه خصوصا تلك الممكن الوصول اليها منه برا وبحرا .
وتكشف الاوساط عن اجتماعات عقدت بمسعى من تلك الدول الكبرى بين بعض قادة الاجهزة العسكرية وقدامى القوات المسلحة التي تصدرت الحراك الثوري سابقا من اجل التعاون والتنسيق في المرحلة الاتية التي يتدحرج اليها لبنان مع شح الغذاء وانقطاع الدواء وعدم توفر العديد من المستلزمات المعيشية والحياتية التي سيكون اصحابها في طليعة المستهدفين.
وتختم: وما تقرير البنك الدولي المحذر من الانهيار الاقتصادي والضغوط غير المسبوقة التي سيشكلها على القدرات العملانية للجيش اللبناني سوى الدليل الى ذلك.