هي حلقة مفرغة، ندور فيها. الدولة ببساطة “فالتة” إن كانت تستحق كلمة دولة، فما نعيشه أشبه بعصفورية. اللحمة ممنوعة على اللبنانيين، الحليب، الحفاضات، البنزين ممنوع الا بالطابور، الدولار يحلق والليرة “يلي كانت تحكي” أصبحت في خبر كان. واليوم، حتى السرفيس قد يصبح ممنوعاً على اللبنانيين.
فعلى الارض طوابير من سيارات السائقين العمومين يصرخون “ما بقى فينا نكمل”، أما تعرفة السرفيس فسوف تصل الى 10 الآف ليرة كمرحلة أولية، كما أكد الامين العام لاتحادات نقابات النقل والسائقين في لبنان مروان فياض في حديث مع “لبنان 24” اذا استمر الوضع على ما هو عليه. مرحلة اولية تعني كما أشار فياض الى اننا قد نكون امام ارتفاع تدريجي في تعرفة السرفيس ومن الممكن أن تتجاوز الـ15 الف ليرة في مرحلة لاحقة.
إذاً، هو الإنهيار الحتمي، والسرفيس “صار بده ميزانية”. يتحدث فياض عن معاناة السائقين الذين عانوا الأمرين من فيروس كورونا بسبب الاحتكاك المباشر مع الناس واستهتار البعض منهم بسبب عدم ارتداء الكمامات، قائلا: “ألا تكفينا الامراض والجائحة واصابة السائقين بالفيروس، حتى نعاني ما نعانيه اليوم، حيث السائق لم يعد بإمكانه إجراء أي تصليح بسيط في السيارة، لان التكلفة أصبحت على حساب دولأر السوق الموازية”. فمن ينظر الى هذه الفئة من المواطنين التي تشكل نسبة كبيرة من سكان لبنان؟.
يؤكد فياض أنّ إتصالات تجري مع المعنيين للبحث في الازمة، وخصوصاً إذا ما لم يتم تأمين المحروقات مطلع الاسبوع المقبل للمحطات، وعلى هذا الاساس تقوم لجنة من الإتحاد بإجراء دراسة ميدانية، عن ارتفاع اسعار المحروقات والدولار والمواد الغذائية، وبنتيجة هذه الدراسة سوف يتم تحديد التعرفة للنقل العام.
وكان ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا لوح في تصريحاته الأخيرة بإحتمالية اقفال محطات البنزين ابوابها خلال ايام بسبب نفاد المحروقات، داعياً المسؤولين الى اتخاذ قرار بتفريغ بواخر البنزين التي تنتظر في عرض البحر كما اتخذ قرار بتفريغ بواخر الفيول أويل، مشددا على ضرورة اتخاذ القرار اليوم قبل الغد، لأن الوضع لا يحتمل، وخصوصا ما نراه من ذل للمواطنين أمام محطات الوقود.
بنزين للسائقين
فأي حلول يمكن الحديث عنها كي لا يضطر المواطن الى دفع 15 الف ليرة للسرفيس؟ يقول فياض: “طلبنا مراراً من الدولة عبر المعنيين بانّ يقدموا للسائقين صفيحتي بنزين على اساس سعر الـ25 الف ليرة، حتى لا نرفع التعرفة، ولكن لم نلق نتيجة. وحتماً لو حصلنا على هذا المطلب لكنا خفضنا السعر، والا سنكون امام كارثة كبيرة على المواطن والسائقين بطبيعة الحال”.
يتابع فياض: “السائق هو جزء من الشعب، يدفع في السوبرماركت كما المواطن، ونعيش المأساة عينها، والدولة لا تنظر الى حالنا، حتى مساعدة الـ400 الف ليرة لم يحصل عليها اكثر من نصف السائقين. الدولة تجوّع المواطن وتشحده وتذله. وحتى لو رفعنا التعرفة الى 15 الف ليرة، سيظل الوضع كارثيا، اليوم اي سائق تتعطل سيارته لا يتمكن من اصلاحها، بل يقوم بركنها امام منزله ويصبح عاطلا عن العمل”.
فالى متى؟
ارتفاع في اسعار المحروقات
الى ذلك، سجلت أسعار المحروقات ارتفاعاً جديداً. وفي التفاصيل أنّ سعر صفيحة البنزين 95 و98 أوكتان ارتفع 900 ليرة أمّا المازوت فارتفع 1400 ليرة، فيما انخفض سعر قارورة الغاز 300 ليرة.
وعليه، أصبحت الأسعار على الشكل الآتي:
بنزين 95 أوكتان: 41800 ليرة.
بنزين 98 أوكتان: 43000 ليرة.
المازوت: 30000 ليرة.
الغاز: 25200 ليرة.