كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
مع ارتفاع منسوب الكلام عن إصرار الدبلوماسيّة الدوليّة على إنقاذ لبنان، والتي لم تقابله المنظومة السياسيّة المحليّة بالاهتمام نفسه، لكنه أزعجها. وذلك لأنّ المسعى الفرنسي إصطدم بحائط داخلي، فراحت الاخيرة مُجبرة على استحواذ “مطرقة” اوروبا لِهدّه، وبالتالي فإنّ الورقة الممسوكة من “حزب الله” الذي أخذ البلد رهينة صراعاته، وعمل على تعطيل تشكيل حكومة كشرط لرفع العقوبات عن طهران، لكن في الاخير باء المسعى بالفشل، وجوبه برفضٍ قاطعٍ لدى ادارة واشنطن الجديدة بقيادة الرئيس جو بايدن، مما جعل عملية التشكيل محفوفة إمّا بتنازلات كبيرة، أو بتوترات وانهيارات أكبر.
خذلتهُ الأُم طهران
وأكثر ما برز، حول ما إذا كانت الحكومة قريبة أم بعيدة، موقفان حديثان لكل من:
موقف رئيس البرلمان نبيه بري، الذي اعتبر أنّ كل العراقيل أمام ولادة الحكومة داخلية، ولا شيء من الخارج،
وموقف امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، الذي أصّر بالامس على ضرورة التقارب وفضّ الخصومة بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والعمل على توحيد وجهات النظر للخروج بحكومة إنقاذية.
هذا ما رأته مصادر سياسية معارضة عبر “اخبار اليوم”، على انها اشارة واضحة الى الافراج عن الحكومة، اثر فشل المفاوضات بين واشنطن وطهران والتي كان يعوّل عليها محور الممانعة “لفكّ الخناق” عنها، واعتبرت “انّ من مصلحة الحزب تمكينه بإستقرار داخلي، وتحصينه امام التحديات، بعدما خذلته “الأُمّ طهران”.
الى بعبدا مع الـ ٢٤ وزيراً
في كل حال، اكدت اوساط سياسية متابعة، لوكالة “اخبار اليوم” “انّ الحريري سيستأنف لقاءاته مع الرئيس عون، بعد انقطاع زمني طويل عن المداولات، لتذليل العُقد أمام التأليف، والتي كان عنوانها الأساس رفض الثاني أنّ يتولى الأول تسمية أكثرية الوزراء المسيحيين- وبحسب الاوساط، “انّ التشكيلة التي سيحملها الرئيس المكلف الى دوائر قصر بعبدا تتضمن 24 وزيراً، الذي حاول الرئيس عون اسقاطها في البرلمان “.
وكشفت “ان الحزب وبرّي مصرّان عليها، وبالتالي انطلقت مجدداً على أسُس مبادرة الأخير لكنّ بصيغة معدلة، هذا ما ابلغته حارة حريك الى حلفائها المعنيين، بعد دخولها مباشرة على خطي بعبدا – ميرنا الشالوحي، وأكّدت انّ البحث جارٍ لتكشيل حكومة انتقالية تشرف على الانتخابات النيابية التي ستجري في أيار ٢٠٢٢ المقبل، اضافةً الى بعض الإصلاحات الفورية كي تتمكن من تنفيذ شروط فرنسا والمجتمع الدولي الإصلاحية بسرعة”.
“دمشق بخير لبنان بأمان”
وعلى وقع ادراج التقارب السعودي – السوري برعاية مصرية، الذي لمّ يخرج الى العلن بعد، في خانة ذلك الحوار الذي بدأ في بغداد واستُكمل في القاهرة الخميس الماضي كما سُرّب، لفتت الأوساط عينها، الى انّ الرياض ودمشق لا ترغبا في انّ تكون سوريا بالذات بنداً على جدول اعمال المساومة المفترضة بينهما. على اعتبار، انّ اليمن هي أهم بنود جدول الاعمال وأخطرها، لكنّ الملفين السوري – اللبناني “ملحّان” بفعل المعاناة القاسمة لدى شعبيهما، على قاعدة “دمشق بخير فلبنان بأمان”.
وختمت سائلة: هل سينضم حزب الله الى اللبنانيين بالمحافظة عليهم وعلى مستقبلهم بدل الرمي بهم في آتون الصراعات الخارجية ذات الطابع المذهبي؟ وهل سيسعى الى الضغط على شركائه المحليين للخروج بحكومة تحمي ظهره، وتحدّ من الاحتقان السني – الشيعي، بتحويل بوصلة الصراع مجدداً نحو اسرائيل؟