قبل دقائق من انعقاد جلسة تلاوة رسالة رئيس الجمهورية إلى المجلس النيابي بعد ظهر الجمعة، سألت النائب الآن عون عن حصيلة المشاورات وما إذا كانت أثمرت تهدئة، أجاب “فتشي عن الفرزلي وين بيكون بهل الأثناء”، في إشارة إلى استمرار الإتصالات حتّى الدقائق الأخيرة قبل الجلسة. بعد ذلك أثبتت جلسة الدقائق المعدودة، وما سادها من تجهّم بين الرئيس الحريري والنائب باسيل، فشل مساعي التهدئة.
مساءً عمِلتُ بالنصيحة وفتشّتُ عن دولة الرئيس الفرزلي، علّ الإتصالات أستُكملت بعد الجلسة، لتجنيب جلسة المناقشة اليوم السجال الساخن المُرجأ من جلسة التلاوة، فأجاب عبر الهاتف بصوت فيه من الإحباط ما يكفي للإجابة على سؤالي ” ماشي الحال شو بدو يحكي الواحد، طُرحت فكرة حوار مجلسي بين الكتل النيابية ولم تنجح، أشكّ بنجاح المساعي في الفترة الفاصلة عن جلسة السبت”.
في هذه الحال أيّ سيناريو سيسود في جلسة المناقشة وهل سيتفجّر الإشتباك بين تياري “المستقبل” و”الوطني الحر”؟
يجيب الفرزلي ” لكل فريق الحق بالتعبير عن رأيه تحت سقف النظام، كلّ فريق سوف يدلي بدلوه، وبالنهاية ستخلص الجلسة إلى موقف بوجوب تأليف الحكومة لا أكثر”.
فيما لو خلق الله ما لا نعلم في الساعات المعدودة الفاصلة عن الثانية عشرة من بعد ظهر اليوم فان سيناريو الجلسة بات واضحًا، الكل يعدّ العدّة لمعركة جلسة الرسالة، ردٌّ وردٌّ على الردّ وتعقيد التأليفة الحكومية أكثر فأكثر.
المعني برسالة عون، أي الرئيس الحريري، “سيناقش الرسالة من خلال كلمة له في الجلسة “يفنّد فيها النقاط التي وردت في رسالة رئيس الجمهورية، وسيعمد في ردّه على تصويب النقاط التي هي بحاجة للتصويب، وتوضيح النقاط التي تحتاج لتوضيح، وردّ على النقاط التي تحتاج للردّ، في الأمور الدستورية و تلك السياسية” بحسب ما أكّد عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار في حديث لـ “لبنان 24”.
الحجار رأى في مضمون رسالة عون خرقًا لمبدأ فصل سلطات “الهدف منها سياسي، بحيث يطلب من المجلس النيابي القيام بما هو من صلاحيات رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، أي تأليف الحكومة”.
يضيف الحجار “سنقول رأينا بهدوء، ولن ننجر إلى سجال طائفي يسعون إليه لاستثماره في بيئته، فلن نمنحهم هذه الهدية”.
أوساط باسيل: لا نهدف لإزاحة الحريري
باسيل الذي حضر جلسة الجمعة بنيّة الكلام فيما لو كانت مداخلة للرئيس الحريري، بعدما سوّق فريقه الإعلامي جوًّا بأنّ كلمة باسيل ستكون مدوّية، يجهز نفسه لقول ما لم يقله الجمعة، أوساطه أكّدت لـ “لبنان 24″ أنّهم بانتظار كيفية تبلور الأمور ” ذاهبون بجو الطلب من الحريري العودة إلى لبنان وتأليف حكومة، إذا تلقّف الحريري مبادرة الرئيس عون سنكون مرحبين، لكن هناك جو بأنّ الرئيس المكلف يشكّل حكومة ورئيس الجمهورية يوقّعها وتذهب إلى البرلمان لتسقط أو تنجح، هل رئيس الجمهورية أضحى باش كاتب؟”.
عن الرسالة وغايتها في إحراج الحريري لإخراجه تتقول الأوساط نفسها “خلافًا لما يعتقد كثيرون، هدفنا ليس إزاحة الحريري، ولكن لا يمكن أن يستمر بالتنقل من بلد إلى آخر، والقول إنّه أودع تشكيلة لدى رئيس الجمهورية، فيما هي لا تراعي الإختصاص والتوازنات، وكأنّها موضوعة كي تُحرق. الكل بات مقتنعًا بحكومة من 24 وزيرًا، ولكن الحريري يتجاهل ذلك، ومشكلته في مكان آخر، تكمن بعدم رغبته بتولي رئاسة الحكومة من دون دعم سعودي، وهذا القرار يعود له إذ لا يمكن أن يأخذ البلد رهينة”.
أوساط باسيل ترفض تهمة سعيها الحصول على الثلث المعطل “لقد أكدّ الرئيس عدم رغبته بذلك مرارًا، فليملأ الحريري النموذج المرسل إليه ليظهر إذا ما كنا نسعى للثلث المعطل أم لا”.
بأيّ حال خلاصة واحدة ستنتهي إليها الجلسة النيابية، الطبقة السياسية في وادٍ والشعب الجائع المحبط في وادٍ آخر، فهل سألتم الشعب ماذا تعنيه سجالاتكم الدستورية والسياسية، هل تطعمه وتقي عياله شرّ أيامكم.
المصدر: لبنان 24