أما وقد طوى شربل وهبة أوراق إعتماده وغادر وزارة الخارجية والمغتربين بعد العاصفة التي أحدثها على خلفية كلامه بحق المملكة العربية السعودية ودول الخليج إلا أن التداعيات تفجرت داخل التيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه “والوضع ما بقا ممكن يكمل هيك”، يقول مسؤول داخل التيار الوطني الحر الذي كشف عن شيئ من التذمر في مكاتب ميرنا الشالوحي على خلفية كلام الوزير وهبه .
وتشير أوساط مقربة من التيار الى أن عددا من نواب التيار اجتمعوا ليل الاربعاء بعد العاصفة التي اثارها وهبه وطالبوا بتنحيه لتطويق ذيول مواقفه ضد السعودية. وبحسب الأوساط فإن خطوط التواصل فُتحت من جديد بين اعضاء في التيار واعضاء سابقين لقيام جبهة سياسية جديدة انطلاقا من مفاهيم التيار. فهل تكشف عاصفة شربل وهبه عن قلوب مليانة أم تكون مجرد رمانة انفجر صاعقها في أروقة وزارة الخارجية وانطفأت مع طي وهبه أوراق اعتماده وعودته إلى المنزل؟
مما لا شك فيه أن عاصفة الوزير شربل وهبه اضاءت على التناقضات في المواقف داخل التيار وتبلورت الإختلافات “لكن النتائج لم تتوضح بعد” والكلام للنائب المستقيل العميد شامل روكز الذي أوضح عبر “المركزية” أن كلامه يعبر عن رأيه الشخصي. وفي تداعيات عاصفة وهبه التي قرأها على خلفية المواقف ليس إلا، أوضح “أنه كان من الطبيعي أن تتظهر مواقف معترضة على كلام وهبه خصوصا أن وزارة الخارجية تمثل الديبلوماسية اللبنانية والكل يعلم دقة وحساسية واقع السياسة الخارجية، ويفترض على من يتعاطى في هذا الشأن أن يكون مدركا لدقة الموقع وأن يميز بين الخيط الأبيض والخيط الأسود”.
القصة ليست مجرد رمانة إنما قلوب مليانة “فالمشاكل تتفاقم وتتراكم داخل التيار وفي كل مرة يسعون إلى تحميل “الآخرين” المسؤولية على طريقة النعامة، لكن الحقيقة واضحة مثل الشمس. فمن أوصل البلد إلى هذا الدرك هم الموجودون في الحكم والسلطة، والواضح أن ثمة نوابا ومسؤولين في التيار الوطني الحر يتمايزون في مبادئهم وأرائهم عن باقي الزملاء والمنتسبين”. ويضيف “المبادئ التي قام عليها التيار لا تتعارض في خلفياتها والأخلاقيات التي تربينا عليها في المؤسسة العسكرية وفي الأولوية الوصول إلى دولة القانون والمؤسسات. ماذا تحقق منها؟ لا شيء. كلها انهارت وتشوهت بفعل الممارسات وسقط الحلم. نتكلم عن دولة القانون والمؤسسات ونعمل العكس، نعمل على أساس توظيف المهارات ونطبق سياسة المحاصصة والمحسوبيات …كل هذه المسارات شوهت مبادئ التيار وهذا المسار لا يصحح بنفس الأشخاص”.
الحراك الذي يقوم به الخارجون من التيار وليس عن مبادئه سيتبلور في الأسابيع المقبلة “من خلال تشكيل جبهة تعيد الأمور إلى إطارها الوطني الصحيح ” وكشف روكز “عن قيام تكتل جديد لكنه لا يحمل إسم “التيار” . أما في المضمون فسيتم طرح مقاربات جديدة على المستويات السياسية والإقتصادية والنقدية والمعيشية وكذلك الأمر في العناوين السياسية والمعيشية والقضائية والأمنية المطروحة على الساحة الداخلية إضافة إلى العلاقات الخارجية.
كل هذه الأمور ستتبلور في المؤتمر الذي سيعقد في 11 و12 حزيران المقبل في بيت عنيا بحسب روكز “وسنسعى للخروج بمقررات سياسية ومبادرات لأن الناس تعبت من العناوين الطنانة ومن سياسات فتح صفحات من التاريخ الأسود بهدف التصويب على الفريق الآخر وهي التي أوصلت البلاد إلى حالها المأساوية”.
“لا خلافات مع أي من النواب والمسؤولين في التيار وخطوط التواصل مفتوحة مع الجميع” والسؤال البديهي المطروح:”التيار إلى أين؟” التماسك داخل التيار مرده في الحد الأدنى إلى عفوية وحماسة الناس من جهة، ووجود الرئيس ميشال عون في سدة الرئاسة من جهة ثانية، ومع انتهاء ولايته ينتهي التيار ويذهب المتسلقون الذين شوهوا مبادئ التيار بحثا عن مورد جديد”. ويختم روكز”المسألة تحتاج إلى الكثير من الوقت لكن التغيير آت شرط أن ترحل هذه المجموعة لأن عبثا تحاول في حال بقائها”.