ما أن اشتم كبار التجار رائحة رفع دعم تلوح في الأفق حتى “نشف” السوق اللبناني من كل المواد. لا لحوم، لا دجاج، لا بنزين، لا مواد مدعومة. كل شيء مقطوع في الاسواق، حتى باتت نطرة الصف عند المواطن واحدة من يومياته وبات يحسب لها ألف حساب.
صور طوابير الوقوف امام محطات البنزين التي انتشرت على جميع وسائل التواصل ووسائل الاعلام، ذكرت المواطنين بأيام الحرب، يوم كانت الطبقة السياسية ذاتها تتحكم برقاب اللبنانيين. وعلى الرغم من الوعيد والتبجح الذي اطلت به وزيرة الطاقة السابقة ندى البستاني يوم كانت في سدة المسؤولية لتعلن لنا وبكل ثقة كسر كارتيل النفط في لبنان وعدم السماح لأحد باحكار هذه المادة واذلال اللبناني على محطات البنزين، الاّ أن هذا الأمر لم يحصل وادرج ضمن خانة الوعود المزيفة التي تندرج ضمن سجل وعود وزراء الطاقة منذ أكثر من 15 عاماً.
أما اللحوم والدجاج فحدّث ولا حرج، ففين حين وصل سعر كيلو اللحم الى الـ160 الف ليرة، بات الدجاج عملة نادرة ، ومن تمكن من الحصول عليه، عليه الانتظار لساعات أمام باب المحل، أو دفع المبلغ المرقوم ثمنه ، حيث وصل أيضاً سعر كيلو الدجاج الى ما يقارب الـ100 الف ليرة. “وكول يا مواطن يا معتر”، فيما لسان حال أصحاب المحال “الله جبر”.
أكثر من أسبوعين مرّ على الذل الذي يعانيه المواطن اللبناني يومياً، للحصول على الحد الادنى من كل شيء ، ولم يحرك احد من المعنيين ساكناً، لا وزارة الاقتصاد تحركت ولا الوزارات الأعلى “سمعنا صوتا”. وحده رئيس الجمهورية طلب تقريراً عما يحصل كنوع من رفع العتب.
نحن حتماً اليوم في بداية الانهيار الأخير، الاّ أن تصرف الدولة لا يبشر بالخير على الاطلاق، فاذا كانت الدولة لم تحرك ساكنا ونحن في بداية الازمة، فماذا سيحصل في الايام والاسابيع المقبلة، حيث يتوقع، بحسب المطلعين، ان يكون الوضع أكثر ايلاماً.
المصدر: لبنان 24