لم تنتهِ التحقيقات بعد في شحنة الكبتاغون المهرّبة في حبوب الرمّان، والتي ضبطتها السلطات السعودية الأسبوع الماضي، وتذرّعت بها لوقف استيراد الخضر والفاكهة من لبنان. إلا أنّ محققين في قوى الامن الداخلي توصّلوا إلى معطيات تعطي إجابات عن أسئلة عديدة مطروحة. المصادر الأمنية تؤكّد أنّ الحبوب المُخدّرة وُضِّبت في شحنة الرمّان في سوريا، قبل أن تهرّب إلى لبنان، حيث زُوّرت لها شهادة بلد المنشأ. وقد خُزّنت الشحنة لأيام في برّادات في مستودعين في البقاع الأوسط، إذ إن الرمان «لا يضاين كثيراً»، قبل أن تشحن عبر مرفأ بيروت.
وبحسب المعلومات، فإن شحنتين من الرُمّان تضمان مخدرات أُرسِلَتا إلى السعودية، الأولى في الثامن من شباط الماضي، والثانية في الـ١٥ منه. وأوضحت المصادر أنّ الشحنتين، وفق الوثائق المضبوطة، كانتا باسم ثلاثة لبنانيين، أحدهم مدرّس يُدعى أحمد ع. من بلدة كفريا في البقاع الغربي، والشقيقان إيهاب وسليمان ا. من طرابلس. وقد فرّ الأول إلى تركيا، فيما فرّ الآخران إلى سوريا. ولكن، لم يُحسم إذا ما كان هؤلاء هم المالكين الفعليين لحبوب الكبتاغون، أم أنهم واجهة لآخرين. وفي هذا السياق، تؤكد المصادر أنه لم يُعثر بعد على أي رابط بين الشحنتين و«ملك الكبتاغون» حسن دقّو الذي أوقف قبل أسابيع.
المصادر كشفت أنه كان في إمكان أفراد العصابة تصدير الشحنة بصفتها بضائع سورية مرّت في لبنان «ترانزيت»، إلا أنهم اختاروا تزوير شهادة بلد المنشأ، لكون إجراءات التفتيش على البضائع اللبنانية أخف من تلك المفروضة على البضائع السورية. وتشير المصادر إلى أنّ الشحنة أُرسلت باسم شركة لم يكن يعرف مالكوها أنها تضمّ مخدرات. ورجّحت أن قوات الأمن السعودية حصلت على معلومة مخبر مكّنتها من ضبط الشحنة. وقد بدأت التحقيقات اللبنانية من الإدارة الجمركية، حيث أسهم مخلص جمركي في كشف أسماء بعض المشتبه فيهم. وأوقفت القوى الأمنية ثلاثة أشخاص، تبيّن أن دورهم اقتصر على استئجار مستودعين في البقاع الأوسط وُضِعت فيهما الشحنتان.