خبرني – تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، الأحد، عن التهاب الشريان الصدغي، الأكثر شيوعا بين المرضى الأكبر سنا والإناث.
وتذكر نشرة المعهد مضاعفات خطيرة لالتهاب الشريان الصدغي، قد تهدد الحياة إذا لم يتم علاجه، مشيرة إلى أسباب المرض، وأعراضه، وطرق تشخيصه، والعلاجات التي يصفها الطبيب لمن يصاب به.
يوجد شريان صدغي واحد على كل من جانبي الرأس، كل واحد يمر فوق الجزء العلوي من الأذن وحولها. في الحالة المعروفة باسم التهاب الشريان الصدغي، قد يحدث التهاب في العديد من الأوعية الدموية لكن الشرايين الصدغية هي التي تتأثر في أغلب الأوقات، فعلى الرغم من تسمية التهاب الشريان الصدغي بهذا الإسم إلا أنه لا يصيب الشرايين الصدغية فقط، بل يصيب على الخصوص شرايين العنق والرقبة وكذا الشريان الأورطي الصدري. ويتسبب التهاب الشرايين في انخفاض تدفق الدم، وهذا يمكن أن يسبب أعراضًا شديدة.
الأسباب:
السبب الدقيق لالتهاب الشرايين الصدغي غير معروف، ولكن يبدو أن الالتهاب ناتج عن المبالغة في رد فعل الجهاز المناعي ومهاجمته لأنسجة الجسم، لذلك يُعتقد أن التهاب الشريان الصدغي هو أحد أمراض المناعة الذاتية، هذا يعني أن جهازك المناعي يهاجم عن طريق الخطأ أنسجة الجسم السليمة.
قد تشمل العوامل المحتملة الأخرى: العوامل الموسمية، وعوامل وراثية، والتعرض للفيروسات أو السموم، ووجود حالات صحية أخرى متعلقة بالتهاب الأوعية الدموية. وهو أكثر شيوعًا بين المرضى الأكبر سنًا والإناث ولا يحدث تقريبًا تحت سن 55.
ما هي الأعراض الشائعة لالتهاب الشريان الصدغي؟
الأعراض الرئيسية هي: ألم الفك أثناء الأكل أو الكلام، وفقدان الوزن غير المقصود، والاكتئاب والتعب. ومن بين كل خمسة 5 أشخاص مصابين بالتهاب الشرايين الصدغية، يصاب إثنان بآلام العضلات الروماتيزمية، وهذا يسبب ألماً وتيبساً والتهاباً بالعضلات حول الكتفين والرقبة والوركين.
ومن الأعراض المميزة لالتهاب الشرايين الصدغي:
– صداع شديد ومتكرر، وألم في فروة الرأس، وآلام في العضلات.
– ألم في الوجه وخاصة في الفك، يمكن الشعور به عند تناول الطعام، وألم في الفم أو ألم في اللسان أو الحلق.
– أعراض شبيهة بالإنفلونزا.
– نقص في الوزن وحمى.
– مشاكل في الرؤية، مثل الرؤية المزدوجة أو فقدان الرؤية في عين واحدة أو كلتيهما.
– يحدث فقدان البصر عند نحو 25 ٪ من مرضى التهاب الشرايين الصدغي. يمكن أن تكون نوبات الرؤية غير الواضحة أو المظلمة قصيرة ومؤقتة، وعادة ما تؤثر على عين واحدة. في بعض الحالات، يمكن أن يكون فقدان البصر مفاجئًا وشديدًا. نظرًا لأن التهاب الشرايين الصدغي يمكن أن يتطور بسرعة ويسبب فقدانًا حادًا للبصر لا رجعة فيه في كلتا العينين، فإن العناية الطبية الفورية مهمة للغاية عند الاشتباه بهذه الحالة.
المضاعفات المحتملة لالتهاب الشريان الصدغي:
إذا لم يتم علاج التهاب الشريان الصدغي، فقد تحدث مضاعفات خطيرة تهدد الحياة، تشمل:
التهاب وتلف الأوعية الدموية الأخرى في الجسم، وازدياد في تمدد الأوعية الدموية بما في ذلك تمدد الشريان الأبهري (والذي يمكن أن يؤدي إلى نزيف داخلي حاد)، وفقدان البصر، وضعف عضلات العين، والسكتة دماغية. يمكن أن تحدث الوفاة أيضًا إذا لم يتم علاج التهاب الشرايين الصدغي.
التشخيص:
سيقوم الطبيب بأخذ السيرة المرضية والتركيز على الأعراض التي يصفها المريض ويطرح الأسئلة ويستكشف الاحتمالات الأخرى. سيقوم أيضًا بإجراء فحص جسدي. إذا تم التأكد من التشخيص فيجب أن يبدأ العلاج على الفور.
تشمل الاختبارات التي يمكن استخدامها لتشخيص هذه الحالة ما يلي: اختبارات الدم لتقييم معدل ترسيب كريات الدم الحمراء، والموجات فوق الصوتية للتحقق من وجود تشوهات في الشرايين الصدغية، وخزعة من جدار الشريان يتم إجراؤها تحت التخدير الموضعي لتقييم التهاب الشريان.
العلاج:
يتكون العلاج الرئيس لالتهاب الشرايين الصدغية من جرعات عالية من دواء كورتيكوستيرويد مثل بريدنيزولون. نظرًا لأن العلاج الفوري ضروري لمنع فقدان البصر، فمن المرجح أن يطلب طبيبك البدء في تناول الدواء حتى قبل تأكيد التشخيص بأخذ الخزعة.
من المحتمل أن تبدأ في الشعور بالتحسن في غضون أيام قليلة من بدء العلاج. إذا كنت تعاني من فقدان البصر قبل بدء العلاج بالكورتيكوستيرويدات، فمن غير المحتمل أن تتحسن رؤيتك. ومع ذلك، قد تتمكن عينك السليمة من تعويض بعض التغييرات المرئية.
قد تحتاج إلى الاستمرار في تناول الدواء لمدة عام إلى عامين أو أكثر. بعد الشهر الأول، يمكن أن يبدأ طبيبك تدريجياً في خفض الجرعة حتى تصل إلى أقل جرعة من الكورتيكوستيرويدات اللازمة للسيطرة على الالتهاب.
قد تعود بعض الأعراض، خاصة الصداع، خلال فترة التناقص التدريجي في جرعة الكورتيكوستيرويدات. يمكن علاج هذه الأعراض عادة بزيادات طفيفة في جرعة الكورتيكوستيرويد. وقد يقترح طبيبك أيضًا دواء مثبطاً للمناعة يسمى ميثوتريكسات.