ركنا سيارتهما على جانب الطريق، نزلا بسلاحهما، قطعا الأوتوستراد وانهالا على يوسف المصري بوابل من الطلقات، قبل أن يغادرا المكان بعدما تأكّدا من مفارقته الحياة… رحل الوالد لثلاثة أبناء في جريمة مرّوعة هزّت لبنان، طارحة علامات استفهام عن سببها وعلامة تعجب من الانفلات الأمني الذي وصل إليه لبنان.
اصرار على القتل
عند الساعة الثالثة والنصف من منتصف ليل اليوم الماضي، ارتُكبت الجريمة، أما مسرحها فطريق المطار، أمام أحد المقاهي التي قصدها يوسف، وبحسب ما قاله ابنه محمد لـ”النهار”، “توجّه والدي بسيارة الـ”بي أم” برفقته 3 من أصدقائه كانوا في سيارة أخرى، حيث يقصد القهوة عادة للعب الشّدة. ركن السيارة على جانب الطريق، وعندما انتهى وعاد أدراجه، فوجئ وأصدقاءه بسيارة توقفت على المقلب الآخر، ترجل منها شخصان توجّها إلى والدي وهما يُطلقان النار عليه من كلاشين، وبعدها سارا الى سيارتهما. لكن مع سماعهما صوت استغاثة والدي، عادا وأطلقا النار عليه من جديد ما يعني أن هدفهما ألا تبقى الروح في جسده، حيث أصاباه بحسب تقرير الطبيب الشرعي بأكثر من 7 طلقات”.
شكوك وانتظار
نقل يوسف (44 سنة) إلى مستشفى الزهراء مفارقاً الحياة، وعما إذا كانت العائلة تشكّ في أحد، قال محمد: “قبل نحو الـ 6 أشهر، سُرق بيتنا في الجنوب. وجّه والدي إصبع الاتهام إلى عدد من الأشخاص، من دون أن يرفع دعوى إلا أنه كان يتابع الأمر. لا نعلم إن كانوا هم خلف مقتله، ننتظر ما ستؤول إليه التحقيقات”. وعما إن كان المبلغ الذي سرق كبيراً، أجاب: “نعم”.
متابعة القضية
لم يتلقَ يوسف (من سكان عرمون)، كما قال إبنه أي تهديد قبل الجريمة، وكان يعيش بشكل طبيعي، فهو ميكانيكي سيارات، عمل من أجل تأمين كل ما تحتاجه عائلته، وطلب محمد أن “تتم متابعة القضية بجدّية من القوى الأمنية، ويتم توقيف الجانيَيْن ليلقيا العقاب الذي يستحقانه”.
وأضاف: “بأي حقّ تتم تصفية إنسان بدم بارد؟ والدي كان سندناً في الحياة، فهو مثال للأب المعطاء، المحبّ، وإذ فجأة نفقده في جريمة مرّوعة حين كان يهّم بالعودة إلى المنزل”. القوى الأمنية فتحت تحقيقاً بالقضية، وبحسب ما قاله مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ”النهار”: “التحقيق مستمرّ لكشف كلّ الملابسات، وإلى الآن لم يتم توقيف أحد”.
وكأنّ استسهال القتل بات عادة في لبنان، حيث أصبحت حياة الإنسان تُساوي رصاصة!
المصدر: النهار